يُنصح النساء بتناول حمض الفوليك (فيتامين B9) قبل الحمل وخلاله للوقاية من التشوهات الخلقية لدى الجنين، ورغم ذلك حذر بحث جديد من جامعتي أديلايد وفلندرز الأستراليتين من مخاطر الجرعات الزائدة، مشيراً إلى احتمال ارتباط المستويات المرتفعة منه بزيادة خطر الإصابة بسكري الحمل. وكشفت الدراسة، التي قادتها د. تانيا يانكوفيتش، أن ارتفاع حمض الفوليك في دم الأمهات قد يعود إلى الجمع بين إثراء الأغذية المصنعة به، وتناول مكملات غذائية بجرعات تفوق التوصيات الطبية خلال فترة الحمل. التوصيات الحالية تدعو النساء لتناول مكملات حمض الفوليك يومياً، بدءاً من شهر على الأقل قبل الحمل وحتى نهاية الثلث الأول، بهدف تقليل خطر الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي مثل السنسنة المشقوقة. لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن المشيمة تلعب دوراً أساسياً في تنظيم تحمل الأم للجلوكوز أثناء الحمل، وهو ما دفع الباحثين إلى دراسة تأثير المستويات العالية من حمض الفوليك على وظيفة المشيمة، وبالتالي على مقاومة الإنسولين واحتمالات الإصابة بسكري الحمل.وشملت التحليلات 2000 امرأة قبل وبعد تطبيق سياسة تدعيم الأغذية بحمض الفوليك في أستراليا. دعوة لمراجعة الإرشادات في ضوء النتائج، أوصى الباحثون بوضع حد أقصى آمن لتناول حمض الفوليك أثناء الحمل، وتحسين الإرشادات الصحية المتعلقة باستخدامه، من أجل تحقيق التوازن بين حماية الجنين من العيوب الخلقية، وحماية الأم من المضاعفات الأيضية المحتملة. يُذكر أن الفولات توجد طبيعياً في مجموعة متنوعة من الأطعمة، مثل الخضراوات الورقية، الفواكه الحمضية، البقوليات، المكسرات، والحبوب الكاملة.