توفى أمس الأول، الأستاذ محمد أحمد عبدالرحمن الصادق، الذي شكل ثنائية مع الفنان شرحبيل أحمد في تجسيد شخصية (عمك تنقو) بمجلة (الصبيان)، وهي من المجلات الشهيرة التي لا يمكن أن ينساها كل من عاصرها، كيف لا وقد شكلت وجدان جيل بأكمله . واشتهر الراحل الذي وورى جثمانه الثرى بمقابر البكري بأم درمان، بنظم أشعار الشخصية الكاريكاتيرية، بينما يتولى شرحبيل رسمها، وقد تأسست مجلة الصبيان في العام 1946 وتعود فكرة المجلة للأستاذ عوض ساتي، رائد فن الأطفال، ومن أشهر أبواب المجلة كان باب (عمك تنقو) صاحب القصص والمواقف المضحكة .
حيث كان الناس يتهافتون لشراء المجلة من أجل قراءة القصة التي تأتي على شكل (منلوج)، ولعب شرحبيل أحمد بريشته دوراً كبيراً حيث استطاع أن يعدل شكل صاحب الشخصية الحقيقية في قالب كارتوني مضحك، حتى يكون جاذباً وتوقفت المجلة عن الصدور .
في العام 1995 إلا أن هذه الشخصية ظلت عالقة في أذهان كل من تابعها وتجدر الإشارة إلى إن الراحل كان معلماً بمدارس مختلفة في (حي العرب) بام درمان، حيث مسقط رأسه وميلاده، ونجد أن الإعلام ظلم هذه الشخصية كثيراً إذ أن البعض لم يكن يعلم أن هذه الشخصية حقيقية وموجودة معنا على أرض الواقع .
إلا بعد سماع خبر وفاته بعد صراع مع المرض، وتداول مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالرجوع إلى (الصبيان) فهي سلسلة من قصص الأطفال الفكاهية القصيرة مكتوبة باللهجة العامية في شكل قصائد، وبطلها (العم تنقو) وزوجته (العازة) .
وقد حاول البعض إرجاع هذه المجلة لتكون إلكترونية ولكن جهودهم باءت بالفشل، وقد أكد الفنان شرحبيل أحمد وبحسب صحيفة مصادر، في حديث له سابق على أن (الصبيان) لعبت دوراً كبيراً في تدعيم ثقافة الأطفال وقتها، بعكس أطفال اليوم الذين سلبتهم التكنولوجيا .