رسالة هاتفية مؤثرة تلقيتها من الطالبة «سناء الامين عوض الكريم» التي نشرنا مأساتها عبر سلسلة من التحقيقات الصحافية، بعد إحتراق وجهها بماء النار (الصودا الكاوية) بواسطة زوجها.. قالت سناء: «وأنا أحط الرحال مع شقيقي الوفي عوض الكريم» بالولايات المتحدةالامريكية، وتزامناً مع بدايات العمليات الجراحية، والعلاجات النفسية، بمستشفى (جون هوبكنز) بمدينة (بلتمور)، ولاية «ميريلاند» تجول بخاطري معانٍ سامية، نبيلة كثيرة، غرستها في دواخلي أسرة صحيفة (الرأي العام) السودانية على رأسهم الاستاذ، والاب الحنون «كمال حسن بخيت» رئيس التحرير، والاستاذ (الشهم)، «ضياء الدين بلال» مدير التحرير، والصحافي (الإنسان) «التاج عثمان»، الذي نجح بقلمه البارع في تصوير وعكس قضيتي بدقة وكأنه كان شاهد عيان على تفاصيلها، ولإقناعه لي بنشر الصور المشوهة، إذ انني كنت أرفض نشرها في باديء الأمر.. والاستاذ «عوض الكريم أحمد حسن» المدير التنفيذي لمؤسسة «الرأي العام» الخيرية، حيث تحمّل بصبر مئات المحادثات الهاتفية من داخل وخارج البلاد.. أسرة (الرأي العام) بنشرها لقضيتي غرست الأمل في نفسي بعد أن كدت أسقط داخل هاوية اليأس والإحباط)!!.. حقيقة، كأنني أعيش حلماً، فلم أتوقع ان يبلغ التفاعل مع قضيتي لهذه الدرجة وذاك الحجم.. وكنت في كل مرة عندما يتصل بي أحد المواطنين مواسياً أو مشجعاً لي يكبر الأمل بالشفاء. وأكشف لكم نذراً نذرته على نفسي، انني بعد شفائي - إن شاء الله - وعودتي معافاة إلى الوطن، سوف أسخر كل وقتي وجهدي، للدفاع عن حقوق الفتيات، خاصة المقبلات على الزواج، وسأقود حملة توعية كبرى وسط الآباء والامهات، خاصة في الريف لعدم إجبار بناتهن الزواج من أشخاص لا يرغبن فيهم، وتبصير الفتيات في القرى بحقوقهن الشرعية والقانونية في إختيار أزواجهن دون إكراه أو غصب من أحد، ويكفي ما لاقيته من عذاب وقهر بدني ونفسي ولولا عناية الله ووعي صحيفة (الرأي العام)، وكرم وإنسانية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لقضيت بقية عمري داخل سجن (العزلة) و(الصمت)، بسبب التشوهات البالغة في وجهي.. ولا أنسى في هذه العجالة جميع من تعاطف معي داخل وخارج الوطن.. مرة أخرى شكراً (الرأي العام).. شكراً لكل أبناء وبنات ونساء وأطفال وشيوخ وطني بالداخل والخارج، وكل أهل قريتي «أم حجار» والأهل بالعاصمة.. والشكر والعرفان لسمو الشيخة «فاطمة بنت مبارك» التي أثبتت انها ليست (أم الإمارات) فحسب، بل (أم الانسانية) جمعاء.. والشكر للسفارتين السودانية والاماراتية بأمريكا وللسفارة السودانية بأبي ظبي، والهلال الأحمر.. ختاماً أدعو لي. سناء الامين عوض الكريم مستشفى (جون هوبكنز)- بلتمور ولاية ميريلاند - أمريكا