ü معظم الاستثمارات الأجنبية في السودان - شماله وجنوبه- تصب في مشاريع غير منتجة وغير ذات جدوى للاقتصاد المحلي- مثل البنوك والمواصلات وخدمة المنازل وبيع الشاي وقيادات الركشات في مدن السودان وجنوبه.. ü حول الاستثمارات الأجنبية في جنوب السودان كتب مانيا نانق دينق بموقع »فورتوق« الإلكتروني يقول انها تهدد الاستقلال الاقتصادي للدولة الوليدة .. ü مع ان الحادث الذي أثار حفيظة أهالي مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي قبل اسبوعين يبدو تافهاً إلا أن ما ورد في تقرير دينق »يلقي اضواء كاشفة على ما يحدث حالياً في جنوب السودان ، فحسب الكاتب فإن سوق بور شهد شجاراً بين جنوبيين وأجانب يعملون في تاكسيات المواتر البخارية »بودا بودا« لنقل الركاب وأصيب في تلك المشاجرة عدد من المواطنين اصابات بالغة قبل تدخل الشرطة لاحتواء الموقف .. ü سائق بودا بودا جنوبي شارك في المعركة تساءل »كيف لأحد ان يعبر حدود بلده لقطر آخر فقط للاستثمار في بودا بودا؟.. إننا لا نطرد الأجانب من بلادنا ولكن ينبغي عليهم ان يستثمروا في مشاريع معقولة ويتركوا للأهالي الاعمال الهامشية الأخرى مثل البودا بودا والتجارة العشوائية .. ü ويقول كاتب التقرير ان ما حدث في بور (ليس حادثاً معزولاً وإنما هو في الحقيقة دليل استياء السودانيين الجنوبيين على استيلاء الاجانب على فرص عمل كان من المفروض ان ينالها الجنوبيون انفسهم) ، وأضاف ان »الاستقلال الذي حاز عليه الجنوب في يوليو الماضي لن يكتمل ما لم تتحقق الفوائد الاقتصادية المرجوة.. ما حدث في بور سوف يتكرر في كل انحاء الجنوب ما لم تتبنى ِحكومة جوبا سياسات اقتصادية سليمة لتنظيم كل الصناعات القائمة في البلاد .. ü هذه الصناعات وبالأخص تلك التي ظهرت فجأة في الجنوب - تشمل البودا بودا والقطاع المصرفي والهاتف الجوال و تحويل الاموال والقائمة طويلة« .. ü ويورد الكاتب نماذج من هذه الاستثمارات غير المنتجة : قطاع المواصلات »تاكسي بودا بودا وهي وسيلة لنقل الركاب استوردت من البلدان المجاورة مثل يوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية .. أما في القطاع المصرفي فإن حكومة الجنوب أنشأت بنك النيل التجاري ولكنه للأسف انهار بعد سنوات قليلة من العمل واستولى الأجانب على هذا القطاع .. فقد انشأ الكينيون بنك كينيا التجاري واليوغنديون البنك اليوغندي التجاري والإثيوبيون »البنك الاثيوبي التجاري« .. وهناك بنوك اجنبية أخرى على هذا المنوال .. ü والغريب ان كل الجنوبيين .. لديهم حسابات في تلك البنوك مع ان المواطنين العاديون لا يستفيدون من خدمات هذه المصارف .. فهذه البنوك الوافدة توفر قروضاً فقط لمواطنيها وللقادرين على سدادها .. وهذا يفسر براعة الأجانب في كل مجالات العمل في كل انحاء جنوب السودان .. المواطنون الجنوبيون ليسوا كسالي »كما يعتقد البعض« ولكنهم يفتقرون إلى مساندة مالية ليحققوا طموحاتهم .. أيضاً هناك قطاع الفنادق وهو قطاع مزدهر ويملك الأجانب (80%) من هذا المجال .. خاصة تلك التي يسيطر عليها الاثيوبيون والإريتريون .. وكل المستثمرين تقريباً يدخلون البلاد بعمالهم ومهندسيهم وإدارييهم ويتواطؤن مع سلطات حكومة نافذة لتأمين مصالحهم .. »تنويه : لتعميم الفائدة ولأهمية هذا الموضوع تنشر »الرأي العام« ترجمة تقرير الاستاذ دينق الاسبوع القادم بإذن الله..