تقول الخبيرات من النساء ان من تستطيع الجلوس (متقلقلة) على رجليها لمدة طويلة تكفي لغسل اواني او ملابس، دون ان تشتكي من صعوبة الجلوس ،فهي تتحمل (الضرة) ، على الرغم من قول العامة الشائع والشهير بان ( الضرة مرة ) وقل من يتحمل هذا الشعور ، ومن يتحمله لسان حاله يقول (الضرة بي زاتا ولا وليداتا) . تزوجت آسيا من ابن عمها ،وجاء بها من جبال النوبة الى الخرطوم حيث يعمل ، عاشت معه عشرين عاما ،كانت خلالها الزوجة والأخت والصديقة ،لكن مشيئة الله قد حرمتها من نعمة الانجاب ، وقدرت لزوجها الزواج من اخرى . المحير في قصة آسيا انها قامت بتجهيز زوجها للزواج من اخرى ،بان اشرفت على شراء(الشيلة) وكافة التجهيزات والتحضيرات ،وجلست بنفسها وخضبته بالحناء . وقاطعت جميع جاراتها اللائي لم يقفن معها في هذه التجهيزات على الرغم من ان موقف الجارات كان القصد منه التضامن معها، اي انهن لم يقبلن لها (الضر)، لكن آسيا كانت ترى سعادتها من سعادة زوجها ، رغم ان الشائع ان تبدأ الزوجة الاولى بالضر ، إلا ان آسيا واجهت معاملة شرسة لم تكن تتوقعها من شابة تصغرها واحسنت اليها وقدمت لها كل ما هو طيب وجميل . ودخلت الزوجة الجديدة (مستقوية) بعد ان حققت لزوجها رغبته في الانجاب ، وسحبت البساط من تحت اقدام آسيا ،ولم تترك لها يوما تتهنأ فيه ،حتى قررت آسيا ترك مملكتها ومن تحب منكسرة ووحيدة. (سارة) موظفة بأحد الاجهزة الاعلامية ،يشهد لها كل زملائها بحبها لزوجها وتقديرها لحياتها معه ، في الفترة الاخيرة لاحظ المقربون منها نقصانا حادا في وزنها وشحوبا ظل ملازما لها خلافا للعادة ، اضافة الى ميلها للإجازة والابتعاد عن من حولها ، بعد وقت تبين ان زوجها تزوج عليها ، وهي تنوم وتصحو متخيلة ان ينهي زوجها الامر ويأتيها معتذرا ، ولما طال انتظارها بدأت في المشاكل التي تتبعها الضرات لإنهاك جيب الرجل حتى يقول (حقي برقبتي) . الحاج (بخيت) اشتهر بالحزم والغلظة ، تزوج على زوجته الاولى، وجاء بزوجته الجديدة مباشرة الى بيته ، واشتعلت الحرب التي لا تهدأ إلا بقرب موعد عودته الى المنزل ، وبسبب هذا الحرب التي يشهد الجيران يوميا فصولها ،ضاع اسمي زوجتي بخيت ،حيث يناديهما الجيران ب(الضرات) للضر والغيرة الشديدة بينهما . موضوع الضر احيانا لا يقتصر على الزوجات فقط، بل ينتقل احيانا الى الابناء. ففي احدى المناطق الطرفية قبل ايام ، ابتلعت احدى الشابات مجموعة من حبوب السكري التي تتناولها جدتها ، غضبا من زواج والدها بأخرى. وفي منحى مواز شاب اسمه (بكري) زوجة والده العداء لدرجة انه لا يلقي حتى السلام عليها . وحكى بكري ل(الرأي العام) انه ما يتداوله العامة صحيح عن ان الضرة مرة ،ولو كانت جرة كما في القصة التي تحكي ان زوجة محبة لزوجها طلبت منه الزواج بأخرى من اجل ان ينجب طفلا، لم يوافقها في البداية وأخيرا نزل عند رغبتها وقال لها انه سيذهب بعيدا لإحضار امرأة حتى لا تحدث بينهما مشاكل. ووعدته ان لا يحدث شيئ ، ذهب وعاد بجرة ملفوفة بالثياب وقدمها لها على انها زوجته ، فلما عاد من عمله في اليوم التالي استقبلته بالبكاء والدموع قائلة :زوجتك الجديدة شتمتني وأهانتني ، فما كان منه إلا وان رفع عصا وضرب الجرة قائلا: الضرة مرة ولو كانت جرة. ويري خبراء علم النفس والاجتماع ان تحمل الإحباط والصدمات الناتجة عن الزواج الثاني ،ترتبط بالبنية النفسية وتختلف من شخص لآخر ، ويلاحظ انخفاض ردة فعل الضرة في المجتمعات الاسلامية الملتزمة دينيا ،وحتى ان المرأة في هذه المجتمعات تتوقع زواج رجلها. وهذا التوقع يخفف من ردة الفعل النفسية، ويمنح امكانية تكييف أقصر، اما المجتمعات العادية التي لا يدخل الزواج كمتمم للواجبات الدينية فهي لا تقوم علي التعددية وتعمل على مقاومتها بسلاح الغيرة او ما يعرف بالضر.