رحب الرئيس عمر البشير امس بعودة سامي الحاج مصور قناة الجزيرة الى ارض الوطن بعد اطلاق سراحه من معتقل غوانتنامو. وتمنى الرئيس البشير خلال زيارته امس لسامي الحاج بمستشفى الامل ببحري اقامة طيبة بين اهله. من جانبه عبر سامي الحاج عن شكره وتقديره للبشير معربا عن امله في أن تشهد البلاد المزيد من التقدم والازدهار تحت قيادته الرشيدة. من جانبه نفى محجوب فضل بدري المستشار الصحفي لر ئاسة الجمهورية بشدة أن يكون اطلاق سراح ثلاثة من المعتقلين السودانيين فى معتقل غوانتنامو على رأسهم سامي الحاج مصور الجزيرة ، وأمير يعقوب ووليد محمد الحاج والذين وصلوا الخرطوم فجر امس الاول الجمعة يندرج في اطار صفقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لتطبيع العلاقات بين الخرطوموواشنطن. وقال مستشار رئيس الجمهورية الذي كان يرد على اسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي عقدته منظمة العون المدني العالمي ، بالخرطوم امس أن اطلاق سراح المعتقلين السودانيين الثلاثة جاء ضمن ملف شائك لم يتخلف عن أي مفاوضات مع واشنطن وعلى المستويات كافة بدءا من الرئيس عمر البشير الذي قدم عدة مبادرات في هذا الصدد من بينها الافراج عن الصحافي الامريكي الذي تسلل إلي دارفور بطريقة غير شرعية والمعلمة البريطانية التي اسقط رئيس الجمهورية العقوبة عنها بعد أن ادانتها المحاكم السودانية بالاساءة إلى الرسول الكريم. واكد ان سامي الحاج ورفاقه سيمارسون حقوقهم الدستورية والقانونية كاملة وقال لن نلتزم بأي شروط تنقص من سيادتنا او تملي علينا اية شرعية للاعتقال ولن نرضخ لاي شروط ارضاء لامريكا. واشار لزيارة قام بها وفد رفيع من جهاز الامن والمخابرات الوطني الى امريكا قبل اسبوعين لوضع الترتيبات الاخيرة لاطلاق سراحهم. واهتمت وكالات الانباء والفضائيات ووسائل الاعلام الاجنبية امس باطلاق سراح سامى الحاج واثنين من المعتقلين بسجن غوانتنامو. ونقل سامي على الفور إلى مستشفى الأمل في الخرطوم لتقديم العناية الصحية اللازمة له. وفي أول اتصال هاتفي له أعرب الحاج ، المعتقل منذ ست سنوات، عن سعادته الغامرة بعودته إلى الوطن قائلا:" إنني سعيد للغاية لدرجة أنني صرخت من الفرح.. من حقنا أن نكون سعداء وأن نفرح، ولكننا نفتقد إخوة لنا تركناهم خلفنا والذين يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية". وأكد الحاج إن المعتقلين محرومون من الصلاة ويعانون انتهاكات دينية كبيرة, والجنود الأمريكيون يقومون بإزعاجهم على الدوام ويدنسون القرآن. وأضاف أن بعض المعتقلين يعيشون بلا ملابس. ودعا كل الحكومات إلى إعادة أبنائها من معتقل غوانتانامو. وقال سامي الذي يخضع لفحوصات طبية بمستشفى الامل بالخرطوم انه لا يرغب في اية احتفالية برجوعه اذا لم يعد المعتقلون السودانيون الاربعة الاخرون الذين لا يزالون رهن الاعتقال الامريكي وشن هجوماً على الحكومة الامريكية وسخر من ادعاءاتها بممارسة الديمقراطية والحرية واشاد سامي بجهود الحكومة السودانية ومنظمة العون المدني واجهزة الاعلام وكل الاطراف التي تبنت حملة الافراج عنه وابدى رغبته في استمرار الحملة من اجل الآخرين قائلاً لن نذوق طعماً لاي احتفال الا اذا عاد الآخرون. وانتظر سامي فور وصوله مطار الخرطوم زوجته وطفله واسرته لتناول اول وجبة بعد اضرابه عن الطعام حيث قام بتناول «عسل نحل وماء زمزم».من جانبه ، قال مدير مستشفى الأمل يوسف كردفاني :" إن ضغط سامي كان منخفضًا جدًا عندما وصل, وقد باشر المستشفى على الفور تقديم الإسعافات الضرورية له, وهو في حالة مستقرة الآن". وعبرت أسماء إسماعيلوف، زوجة سامي الحاج، في تصريح للقناة القطرية عن سعادتها البالغة لإطلاق سراح زوجها، وقالت:" أستطيع الآن أن أفكر بطريقة مختلفة.. الآن أستطيع أن أخطط لحياة بطريقة مختلفة.. سيكون كل شيء بخير إن شاء الله". وعن وضع سامي الحاج القانوني, قال وزير العدل السوداني عبد الباسط سبدرات:" إن الخرطوم لا تعتقل أو تحقق مع مواطنين سودانيين بناء على أوامر من جهات عليا". غير أن القناة القطرية أفادت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وضعت شروطاً لإطلاق سراح الحاج، بما فيها شرط يمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي. وأضاف سبدرات:" يجب أن تكون هناك تهمة مبدئية تبرر تقديمه للمحاكمة, ونحن ليس لدينا ما يبرر اعتقاله". وأكد أن سامي الحاج "مواطن سوداني عاد إلى وطنه, وهو حر في التنقل داخله كأي مواطن سوداني, ولا يوجد ما يحول دون إعطائه حريته". وأعلنت منظمة العون الانسانى العالمى عن حملة جديدة تطالب باعادة تأهيل وادماج المفرج عنهم من السودانيين من معتقل غوانتنامو والبالغ عددهم حتى الآن ثمانية فيما تبقى أربعة آخرون رهن الاعتقال. وقال حسن سعيد المجمر المدير التنفيذى لمنظمة العون المدنى العالمى فى مؤتمر صحافى نظمته المنظمة بمقرها بالخرطوم امس بمناسبة اطلاق ثلاثة من معتقلى غوانتنامو قال إن الحملة تطالب الحكومة باعادة تأهيل وادماج هؤلاء المفرج عنهم ، الى جانب مطالبة الادارة الأمريكية بتعويضهم عن فترات الاعتقال دون تقديمهم لمحاكمات عادلة ، كما تطالب الحملة الادارة الأمريكية أيضاً برفع اسماء هؤلاء من القائمة السوداء ( قائمة مقاتلى أمريكا ) وقال المجمر إن اطلاق سراح هؤلاء الثلاثة ووصولهم الى أرض الوطن انجاز غير مسبوق استجابة لحملة وطنية تكاتفت فيها كل الجهود الرسمية والشعبية مشيراً الى أن هذه التجربة سيتم نقلها الى البلدان التى لها أبناء فى معتقل غوانتنامو وعن التفاعل الحكومى مع هؤلاء واسرهم قال ان وزيرة الشؤون الاجتماعية الاستاذه سامية أحمد محمد زارت أسر هؤلاء المعتقلين وحصلت على تصديق لاكمال منزل لاسرة المعتقل عادل حسن حمد عبد المطلب الذى يحمل الرقم (940). ونوه وليد احمد الحاج للمكر الذي يقوم به الامريكان ضد المسلمين وكشف عن مقتل ما يقارب ال «500» معتقل بينهم «250» معتقلاً قتلوا وهم مقيدون وقال دخلنا «500» في احد المعتقلات في افغانستان وخرج منا «60» فقط ونحن شهود على ذلك واكد ان المتوفين دفنوا في مقابر جماعية مشيراً بينهم سعوديون ويمنيون. وقال المفرج عنه امير يعقوب ان السلطات الباكستانية اعتقلته قبل «6» اعوام.. وعدد مظاهر التعزير النفسي والجسدي التي تلقاها ورفاقه واكد الاساءة التي يمارسونها لاستفزازهم بإهانة القرآن الكريم ومنعهم من الصلاة والتلاوة. واشار لوفاة احد الافغان في السجن وكشف عن ما قاله المعتقل السوداني ابراهيم القوصي قبل اسبوعين امام المحكمة العسكرية مشيراً الى انه قال للمحكمة انكم تحاكمون الجنسية وليس الافراد ولو كنت بريطانياً لاطلقتم سراحي واستدل بعدد من المعتقلين البريطانيين كانوا معه واطلق سراحهم. واعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الجمعة في بيان ان تسعة معتقلين في قاعدة غوانتانامو الاميركية (كوبا)، بمن فيهم مصور سوداني عامل في قناة الجزيرة، نقلوا الى افغانستان والسودان والمغرب. وصرح الكومندان جيفري غوردون لوكالة فرانس برس ان الحاج "عرفت عنه وزارة الدفاع على انه مقاتل عدو". واضاف ان "قرار احتجازه يستند الى استخبارات سرية وعامة" مشيرا الى ان الصحافي السوداني الذي اوقفه الجيش الباكستاني على الحدود الافغانية على انه مقاتل عدو كان يمكن ان يبقى في السجن حتى انتهاء اعمال العنف. وقال ان "نقله الى السودان دليل على اننا نعتقد ان الحكومة السودانية قادرة على تقليص الخطر الذي يشكله الحاج".