امير يعقوب الذي افرج عنه مع سامي الحاج حفيد الخليفة عبدالله التعايشي والامير محمود ود احمد جد والده يعقوب، ينحدر من اسرة امدرمانية عريقة تتنفس عبق الاجداد ورحيق التاريخ. امير يعقوب يسكن واسرته في حي «الامراء» بام درمان في هدوء وسكينة وحب يكنه افراد الأسرة خاصة الصغيرة الجميلة (عاتكة). امير يعقوب امضى في معتقل غوانتنامو مدة تجاوزت الستة اعوام عانى فيها ورفاقه ما عانوا لكنه يبدو صلباً وقوياً. .......................................................................................................... ? هل تم اطلاق سراحك بموجب صفقة بين الحكومة والامريكان؟ ليست لدى معلومات اكيدة عن إطلاق سراحي، ولكن اكيد توجد اتفاقية صرح بها المسؤولون وكانت هناك اتفاقية عقدت بين الحكومة السودانية والامريكية واشرف جهاز الأمن والمخابرات على تنفيذ هذه الاتفاقية ووضع اللمسات الأخيرة لها وزار مسؤولون في الجهاز المعتقل قبل عشرين يوماً في كوبا مؤكدين بأننا سوف يطلق سراحنا قريباً وكانوا على انتظارنا في مطار الخرطوم واستقبلونا استقبالاً طيباً وعاملونا معاملة اخوية .. ولكننا علمنا ان هناك شروطاً عادية وهي ان الحكومة السودانية تكون مسؤولة وعليها ان تمنع المفرج عنهم من الاشتراك في اعمال عدائية بجانب ان تعامل الحكومة السودانية المفرج عنهم معاملة حسنة. ? هناك مزاعم بوجود شرط حول أن المفرج عنهم سيمنعون من السفر للخارج؟ الى هذه اللحظة لم يقل لنا شيء بهذا الخصوص، ولكن هناك اوراق ارسلت بواسطة المحامي مفادها ان الحكومة السودانية رفضت هذا الشرط مؤكدة ان هذا الامر يتوقف على الدولة التي يذهبون اليها. ? ما هو السبب الذي ادى الى اعتقالك؟ هناك اتفاقية بين حكومة باكستان والحكومة الامريكية بتسليم جميع العرب الموجودين في باكستان وذلك بعد اتهام الحكومة الأمريكية لحكومة باكستان بانشاء حركة طالبان. والسبب المباشر هو مصلحة حكومة باكستان، واذكر ان الضابط المباشر في هذه الحملة والذي يحمل رتبة عقيد دائماً ما كان يردد بأنهم (مجبورون) حتى يحافظوا على مصالح باكستان وكان دائماً يذكر القنبلة النووية الباكستانية. ? ما هو سبب تواجدك في باكستان؟ كان هناك مركز للدعوة وهي جماعة رسمية تعاونية مسجلة لدى الحكومة وفي ذلك الوقت قبض علينا والباكستانيين ولكن تم الافراج عن الباكستانيين وتم تسليمنا للحكومة الامريكية بعد اقل من شهر من وصولنا باكستان. ? هل كانت هناك علاقة بينك والسجانين؟ لم تكن لي اية علاقة خصوصاً انهم اناس يختلفون عنا في كل شيء سواء كانت عادات او تقاليد او ديناً فنفسي لا تسمح لي بوجود ادنى علاقة معهم وكانت العلاقة التي تجمع بيننا علاقة رسمية في حدود الحاجة (الماء أو ما شابه ذلك). ? ما هو اكثر ما استفدت منه داخل المعتقل؟ تعلمنا الصبر ومعاني الاخوة والايثار والتعاون والتناصر وازداد الأمل فينا. ? ماهو اكثر شئ هزك داخل المعتقل؟ ما كان يقوم به الجنود بصورة منتظمة ومقصودة بإهانة القرآن الكريم والشعائر الدينية. ?يبدو عليك انك في حالة صحية حسنة مقارنة بأخويك المفرج عنهما سامي ووليد؟! اخي سامي اضرب عن الطعام لفترة (16) شهراً وعانى من امراض كثيرة ناتجة عن الاضراب والإهمال الصحي، اما اخي وليد وأنا دائماً أسميه «باقي قتلة» لانه اجتث من بين القتلى مصاباً وهو شاهد على مأساة قلعة «جانقي» وما زالت في جسمه اصابات حتى الآن، اما بالنسبة لي فلم ابتل باصابات أو امراض. ? هل هذا يعني انك لم تخضع للتعذيب؟ جميع المعتقلين خضعوا لانواع التعذيب النفسي والجسدي.. ولكن اصبحنا لا نهتم بها وذلك لتعودنا عليها. ? لماذا اطلق سراحكم دون بقية المعتقلين الآخرين؟ هذا الشأن تحدثت فيه مع المحامي وكذلك مع الوفد السوداني المكون من افراد المخابرات، ولكني لم اجد اجابة كافية شافية، والأمر يرجع الى اختيار الأمريكان (من يخرج قبل من) وحسب ما فهمنا من افراد المخابرات ان الاتفاق قد تم على اساس ان يطلق جميع المعتقلين السودانيين على ان يتم ذلك على دفعتين. ? كيف كنتم تعرفون الأشهر العربية ( رمضان- العيد)؟ هناك اشياء كثيرة بالمعتقل نراها من التحسينات التي حدثت نتيجة لنوع من الثورة او نوع من العصيان الكامل الشامل من المعتقلين، الذين اضربوا عن الطعام الى ان جاء الجنرال بنفسه واعتذر للمعتقلين، ووعد بتنفيذ كل متطلبات المعتقلين، وطلبنا منهم احترام الدين وتحسين الطعام والخدمات الطبية وبعد هذه الثورة حاولوا تنفيذ المتطلبات ونتيجة لهذه الثورة تم اعطاؤنا تقويماً من موقع إسلامي معترف به في (الانترنت) به التاريخ الهجري ومواقيت الصلاة مطبوعة على اوراق ووزعت على بعض الافراد وتم وضع ساعة في كل عنبر لمعرفة وقت الصلاة. اما مسألة القبلة فأريد ان اقول انه تم وضع السهم بطريقة خاطئة تختلف عن زاوية القبلة ب (45) درجة فطوال الأعوام الماضية طلبنا من الادارة ان تجلب بوصلة حتى نتأكد من اتجاه القبلة، فلم يستطيعوا ان يأتوا ببوصلة لأنهم يعرفون ان اتجاه السهم يشير الى غير القبلة. ? حدثنا عن الاوضاع الصحية للمعتقلين وكيف يتعاملون معها؟ من اسوأ الاشياء في المعتقل عدم توافر الرعاية الصحية وهم يستعملون العلاج كورقة للضغط، وبعض المعتقلين اصيب بأمراض كالبواسير والروماتيزم وآلام الأضراس واللثة، وامراض المعدة اكثرها شيوعاً، واذا طلب المعتقل العلاج يعطونه ادوية للصداع او مسكنات، وكما ذكرت، فبعضهم اصيب بأمراض مستعصية قد لا تتعالج واصيب بعضهم بفشل في البنكرياس وآخرون فقدوا اجزاءً من جسمهم والبعض فقد القدرة على المشي واحد الافراد مات في المعتقل بعد اصابته بمرض السرطان والمقربون منه في العنبر اكدوا بأنه اهمل ولم يجد العناية لأنهم رفضوا علاجه. ? تحدثت عن اساءات نفسية وجسدية يلاقيها المعتقلون - نريد أن نتعرف على امثلة لذلك؟ هم يطالبوننا بالاعتراف بأشياء لم نفعلها ويهددون من اجل الحصول على اعترافات يريدونها هم ، يمارسون اساليب مثل منع النوم لايام عديدة ويطالبوننا بالوقوف في غرف خالية وايدينا على رؤوسنا ويمنعوننا من الكلام والصلاة في جماعة والجهر بقراءة القرآن الكريم ويسيئون للقرآن الكريم ويعلمون اننا لا نقبل ذلك. ? هناك حملات تفتيش في المعتقل حسب ما ذكره المعتقلون .. كيف كانت؟ حملات التفتيش تتم كل يوم والتفتيش عبارة عن (ضرب) والضرب يطال كل شخص في المعتقل. ? هناك حديث عن مطالبتكم بتعويض من الحكومة الأمريكية؟ الشيء الذي يهمنا وينبغي ان نسعى اليه في هذه الفترة وهو الشيء الملح هو الإفراج عن بقية الاخوة في المعتقل وهذا هو المطلب الذي نحتاجه ولابد للحكومة ان تسخر كل مجهوداتها لأجل تحقيقه.