الجنيه السودانى جنيه (مسكين) وكمان (غلبان) فهو الجنيه الوحيد فى العالم الذى تجهجه جهجهة لا يعلم بيها إلا الله سبحانه وتعالى ولعل أكبر جهجهه تعرض لها المسكين فى حياتو هو فقدو لهويتو فبقدرة قادر قام علماء الإقتصاد لدينا بجمع كل (ألف جنيه غلبان) وطالبوهم بأن يكونوا (جنيه واحد) وطبعا لو كان فى جنيه واحد قال ليهم : (يا جماعه الكلام ده كيفن؟) لجاءته الإجابات من كل حدب وصوب والأحاديث التى تفيد بأن الغلبه (للكثرة) و(التوحد) والهزيمة للتفرد من منطلق (تأبى الرماح إذا إجتمعن) ، وأن الله تعالى قد أوصى بألا (تفرقوا) !! ولعمرى ليست هذه هى المأساة الوحيده التى عاشها ويعيشها (جنيهنا المسكين) وبقية أفراد أسرته الكريمه فالمأساة اليومية التى يعيشونها تتمثل فى عدم إحترام (المواطنين) له والتعامل معه بصورة غير (حضارية) ولا تليق به كعملة (وطنية) ، فأصبح من الطبيعي جدا انك تتعامل (بفلوس) لها لون وطعم وريحة كمان، بحيث يمكنك بسهولة أن تعرف (آخر زول ) كانت عندو منو ، عبدو (الميكانيكى) وإلا عوض (النقاش) وإلا (عوضيه) ست الشاى !! ه كلو كوم والكتابه على (العملة) كوم تانى فيكفى أن تجد مكتوب على (ورقه نقديه) من فئة العشرة ألف عبارة (85 الله غالب) لتعلم أن هذه الورقه كانت (رقم 85) فى (ربطت قروش) قبعت فى درج (دكان) أحد المواطنين حينا من الدهر قبل أن يستطيع إكمالها إلى 1000 هو القسط المستحق لمصلحة الضرائب !! كما يمكن أن تجد على ورقه العملة أرقام هواتف وموبايلات (يعنى زول قاعدين يملوهو فى رقم تلفون وقدامو مافى ورقه يكتب وين يعنى؟) ، أما إذا وجدت على ورقه ماليه اسماء مثل (فوزى الجزار) أو (مصطفى سيد اللبن) أو (البقالة الحديثه) فأعلم علم اليقين أن كاتبها هو موظف إستلم راتبه وقعد يوزع فيهو (زى المرارة) ! وتظل مسألة الكتابه على (العملة)شيئاً عادياً طالما أن الطفل لدينا يفتح عينيه وهو يقوم على كتابة (نتائج المباريات) على (حيطة الجيران) ثم تتطور المسألة ليبدأ فى (الرسم) والكتابه على (حمامات المدرسة) ثم (كراسى البصات) !! . ده طبعا غير (كرفسة العملة) وإدخالها للجيب (بعشوائية) مما يعرضها (للهربده) و(التمزق) والذى تتم معالجته بلصقه بشريط (سلوتيب) وفى مرات كتيرة (شريط كهرباء) !! يا جماعة الخير عمركم واحد فيكم مسك ليهو (ورقة دولار) أو (إسترلينى) او يورو .. بالذات اليورو .. لقاها (وسخانه) أو (مشرطه) .. آخر نضافه وآخر حلاوة حاجه تفتح النفس وتشوف فيها (وشك) مش (تقرف) وكمان غير الإستعمال المهذب من قبل مستخدميها تجد إنو العملة نفسها معمولة من حاجه بتشبه البلاستيك عشان ما تتوسخ وما تتقطع وكمان ما تتزور وكل زول عندو (طابعه ملونه وإسكانر) يشيل ويطبع وكل يومين تلاته (الجهات المسئولة) تقول ليك تم القبض على أحد أوكار (التزوير)!! هذا لا ينفى بالطبع (رقه وعطف) المواطن على (عملته الوطنيه) وذلك بعدم إستخدامه لها كوسيلة للإعلان وإلا لوجدنا على أحد الجنيهات مواطن يعلن عن بضاعته بعبارة تقول (كوارع عباس لكل الناس) مع كتابة بريده الأليكترونى التالى : عباس ركس اندرسكور فيفتين @ طرف الحاج ياهو دوت كوم !! تنبيه : أوراق العملة المتسخة سبب رئيسى للأمراض المعدية يرجى التخلص منها بإرسالها للكاتب على عنوانه أعلاه