ساخر سبيل مصرف فى التهانئ ! الفاتح جبرا عمتى (ربنا يطول فى عمرها) أمية لا تعرف القراءة والكتابة لكنها مولعة أشد الولع بالتفرج على صفحات الصحف اليومية التى أحضرها للبيت ورؤية الصور التى بها .. وعلى الرغم من أنها لا شأن لها بالسياسة إلا أنها قد صارت تتعرف على (صور) كبار المسئولين التى تتصدر الصفحات الأولى يومياً منذ عقود من الزمان بل حفظت أشكالهم عن ظهر قلب ! ويكفى أن تشير بيدك إلى أحدى الصور وتقول ليها (ده منو؟) حتى ترد عليك دون تردد : ده ما فلان كمان صورتو بتغبانى ! بالأمس وهى تقلب صفحات إحدى الصحف فاجأتنى قائلة وهى تمد لى بالصحيفة مشيرة إلى إحد الأشخاص : - إنتا الزول البجيبوهو الأيام دى كتير ... ده منو؟ كل ما أفتح ليا جريده ألاقيهو مرة ومرتين ! أمسكت بالصحيفة نظرت (للتهنئة) التى جاءت فى (نصف صفحة) وقلت لها : - لا .. ده بس (والي) كان عيان وسافر بره يتعالج ورجع ! - ونحنا مالنا ! - لا يا حاجة الكلام ده والتهانئ دى ما لينا أنحنا .. الكلام ده موجه ليهو هو .. عشان (يصلح البايظ) وكده ! بالطبع لم تفهم (عمتى) عبارتى (الكونكانية) لكن فهمها لم يذهب بعيداً فيما يبدو إذ خاطبتنى قائلة : - يعنى هم قاعدين يعملو ليهو أعلانات التهانى دى عشان يصلح ليهم حاجاتهم البايظة وكده ؟ - عليك نور يا حاجه. - أها والإعلانات الفى الجرائد دى دحين ما غالية ! - والله من ناحيت غالية يا حاجه فهى غالية .. (خاستن) إنهم بيعملوها كبيرة عشان تناسب مقام (الوالى) .. يعنى أقل حاجة نص صفحة زى الإعلان الوريتينى ليهو ده. - يعنى يكون يا ولدى بى مية .. ميتين جنيه ! - مية شنو يا حاجه ده بتاع إتنين .. تلاتة مليون كده ! - والله يا ولدى أصحابو ما قصرو معاهو مش هم يهنوهو ويدفعو القروش دى ! - أصحابو شنو يا حاجة .. الإعلانات بتاعت التهاني دى (مدورة) ليها كم إسبوع وكلها (وزارات) ومؤسسات (حكومية) وشركات ! - (وهى مهجومة) : أجى يا ولدى؟ بيدفعوها من جيب (الشعب الفقران) ده ! - (مواصلة) : كدى هسه ورينى دى ياتو وزارة قاعده تهني فيهو بى سلامة الوصول وعامله ليها نص صفحة ! لدهشتى ..(لو فضل لينا فيها دهشة) فقد كانت التهنئة من (ديوان الزكاة) !! .. ديوان الزكاة ممثلاً فى أمينه العام (للولاية) ... نعم يا سادتى الأفاضل (ديوان الزكاة) يهنئ السيد الوالي بمناسبة عودته للولاية سليماً معافى بعد رحلة الإستشفاء التى قام بها ويختتم تهنئته ببيت الشعر (المجد عوفى إذا عوفيت والكرم وزال عنك إلى أعدائك الألم) ..ولم ينس أمين الديوان (المهنئ) أن يضع (صورته البهية) يسار صورة الوالى (المتهنئ) !! من خلال متابعتى للصحف وإطلاعى المستمر خلال الأسابيع الماضية لإعلانات التهانئ (بعودة هذا الوالى بالسلامة) وجدت أن عدداً من (الوزارات) والمصالح الحكومية قد شاركت فى هذه الإحتفالية (للأسف الأسيف) وأنفقت من ميزانيتها من مال (محمد أحمد الغلبان) ما أنفقت لكننى رغم إستيائى البالغ من هذا الأمر فقد تركت تناوله بإعتبار أن هذا الأمر قد أضحى (سنة سخيفة) لكن أن يشترك (ديوان الزكاة) فى هذا (السخف) صارفاً ملايين الجنيهات فى مثل هذه التهانئ (الفجة) فى ولاية تعد أكبر مستوطنة فى العالم كما تقول التقارير للأمراض الصدرية وتورم الكبد وتفتقد بعض أنحائها إلى الماء العذب ! العبد الفقير إلى الله (جبرا) يقول : للبعد عن شبهة الصرف من أموال المسلمين كان يفتروض على (ديوان الزكاة) عدم الزج بنفسه فى مواقف كهذه حتى وأن كان مبلغ إعلان التهنئة ده (وأشك فى ذلك) دافعو (الأمين العام) الخاتى صورتو ده من (جيبو الخاص) ! كسرة : لم نسمع بمصرف يسمى (وفي التهاني) الرأي العام