بلينكن عن التدقيق في مزاعم انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان: سترون النتائج قريبا    عام على الحرب فى السودان.. لا غالب ولا مغلوب    يمضي بخطوات واثقة في البناء..كواسي أبياه يعمل بإجتهاد لبناء منتخبين على مستوى عال    اللواء 43مشاة باروما يكرم المتفوقين بشهادة الاساس بالمحلية    السيارات الكهربائية.. والتنافس القادم!    واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر    الخطوة التالية    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    سوق الابيض يصدر اكثر من عشرين الف طنا من المحاصيل    الأكاديمية خطوة في الطريق الصحيح    شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فش غبينة !!
نشر في الرأي العام يوم 04 - 07 - 2008

كعادته عصر كل يوم حمل (حاج صديق) بنبر (البلاستيك) وخرج من منزله متجهاً نحو (شجرة النيم) التى تقع فى (ناصية الشارع) والتى تجتمع فيها بشكل يومى (شلته) من الجيران (كبار السن) ، ما أن وضع (حاج صديق) البنبر على الأرض وجلس عليه حتى أخرج من جيب (العراقى) صحيفة قام بفضها والإطلاع فيها قليلا ثم قال مخاطباً بقية الشلة: ------------------- - عليكم الله قريتو الخبر المكتوب فى الجريدة ده ؟ - خبر شنو.. كمان فى طيارة (خامسة) تانى وقعت؟ - لا لا ده خبر من (الصين). - والله يا حاج (صديق) عندك جنس (شمارات) كدى أقراهو لينا. - (يقوم بتثبيت نظارته الطبية ويستعدل فى قعدتو) : الخبر يا جماعة بيقول إنو فى جمهورية (الصين) عملو ليهم محلات بتاعة (بيوت بكا) و.. - (مقاطعا) : كيف الكلام ده يا حاج يعنى؟ هو البكاء بيعملولوو كمان محلات؟ - إنت أصبر يا (كامل) ياخوى خليهو اليكمل لينا كلامو. - هو لكن (كامل) بيصبر؟؟ (مواصلا) أها يا جماعة الخير قالو ليكم المحلات دى عملوها عشان الواحد (الصينى) يعنى المواطن (الصينى) يمشى ليها ويدخل يقعد يبكى ويجعر لمن يفش (غبينتو) !! - أها يا (حاج صديق) والحكاية دى بى قروش؟ - والله يا (مأمون) يا خوى أنا بفتكر إنها أكيد بى قروش يعنى العملا يكون عملا (هواية) يعنى ؟ - والله يا حاج أنحنا المستاهلين لينا محلات زى دى الواحد فينا (ممغووس) وماشى. - (صينيين) شنو يا (حاج صديق) والله لو فى شعب أولى بالحزن وندب (الحظ) المهبب ومحتاج لى (متنفس) عشان الزول (يتفشى) يكون ياهو الشعب (الفضل) ده. - والله يا (حاج صديق) لو عملت المشروع ده بى (قريشات المكافأة) بتاعتك دى ينجح جنس نجاح. - والله يجوك كترة شباب يبكو حظهم العاثر ويلطمو ويجعرو .. الواحد تلقاهو إتخرج ليهو كم سنة وما لاقى ليهو وظيفة وعايش عالة على ناس البيت وقاعد عاطل لا شغلة لا مشغلة ! - الأولاد ديل كوم والبنات كوم تانى .. والله يجن يبكن ويجعرن جنس جعير بى ( شخنفتو) .. الواحدة فاتت (سن الزواج) بى غادى ولسه أمل ساااكت مافى إنو يجيها (فارس) إن شاء الله راكب ليهو (ركشة) ! - يا (حاج صديق) والله إتوكل على الله وأعمل المشروع ده، والله تكسب دهب وكمان تفش غبينة الناس ديل والعجب كان عملت ليك قسم (للناس الكبار فى السن) والله ديل كمان غبينتهم شديدة بالحيل، المرضان مرض مزمن وما قادر يتعالج (نعمل ليهم شنو عينهم للعلاج المجانى والدواء المجانى وما عاوزين يمشو ) وكمان فيهم الما عندو مصدر دخل لا قادر (يلبس) ولا قادر (ياكل) ولا قادر (يشرب) والدولة ما شغالة بيهو وعاملة (أضان الحامل طرشة) وما سائلة فيهو وما بتقدم ليهو أى إعانة! - أنا كمان يا (حاج صديق) بقترح عليك لو عملت المشروع ده تقوم تعمل ليك قسم براهو كده لى (ضحايا) المؤسسات الحكومية والقومية يعنى قسم لضحايا مشاهدى برامج التلفزيون عشان يبكو وينفسو عن (العذاب) اليوماتى المفروض عليهم من الناس (الموهومين) ديل ! - والله يا (حاج صديق) أقول ليك حاجة لو عملت المشروع ده لو جوك بس المواطنين المغبونين من ناس (المرور والكشات) براهم مشروعك ده ينجح والله يجوك كترة ناس (مغبونين) ..أقول ليك حاجة والله كان جوك ناس (الركشات) ساااكت كفاية تلقى الواحد اليوم كلو يجمع فيها .. جنيه .. جنيه .. بس مما يفكر يمشى يشترى (القفة) لى أولادو إلا يقابلو ليك (هادم الملذات ) ومتصيد (الغرامات) وفى لمحة عين تلاقى (الايراد) فى (خبر كان) وبدل الإيراد ما يدخل لى (قفة الملاح) يدخل فى (جيب الحكومة).. - العجب كمان لو عمل ليهو قسم لى ضحايا (المستشفيات) و(السدود) و(البنوك)الخلت شغلا وبقت (دلالية) تبيع فى (العربات) و(الحاجات) للمواطنين بالأقساط الما بقدرو يسددوها دى. - (حاج صديق يستعدل فى جلسته) : والله يا جماعة دخلتو ليا فكرة المشروع ده فى راسى - مواصلا- هسه تفتكرو الزول كان قدم ليهو لى محل زى ده ما برخصوهو ليهو. - أفو.. والله يرخصوهو ليك جنس ترخيص .. هم قالو ليكا عندهم شغلة بى حاجة غير لم القروش ..شى رخص وشى ضرايب وشى زكاة وشى عوائد وشى ما بعرفو داك. - (حاج صديق فى جدية مصطنعة): أقول ليكم حاجة والله أنا إلا أسوى ليا محل بتاع (بيت بكا ) زى العملوهو (الصينيين) ديل. - إنت أعملو والله نجى نبكى ليك جنس بكاء ! - هوووى أسمعو كان جايين تبكو ليا بكاء مجااانى يعنى (بكا ملح) ما تجونى ولا أشوف وشكم ده . (حاج صديق) ينفذ : كان الجميع يعتقدون بأن ما قاله (حاج صديق) بالأمس ونيته فى فتح (محل بكاء) قد كان نوعا من المداعبة لولا أن (كامل) قد قابله في الصباح الباكر وهو يحمل عددا من الأوراق فى يده متجها إلى محطة المواصلات : - على وين الليلة من الصبح كده ؟ المعاشات ولأيه؟ - معاشات أيه يا (كامل) يا خوى أنحنا ما قبضنا المكافأة .. أنا ماشى المحلية. - إن شاء الله خير، ماشى تشتكى ناس النفايات الإتراكمت وملت الواطة دى؟ - نفايات شنو يا (كامل) البشتكوها، ديل إلا نشتكيهم لى اللا نام لا أكل الطعام. - طيب المقومك من بدرى كده شنو على المحلية قبال الموظفين ما يمشو؟ - ماشى أقدم طلب للمحل .. عاوز أعمل نفس فكرة (الصينيين) القريتا ليكم أمبارح. - إنت يا زول بى جدك؟ - طبعا بى جدى هو يعنى أكان الصينيين الاسمهم صينيين (ممغوسين) وقاعدين يبكو نحنا نعمل شنو ندق ( السكلى )؟ - والله من ناحية كلامك صاح فهو صاح لكن باقى ليك المشروع ده بينجح؟ - والله شوف من ناحية بينجح فهو بينجح يا (كامل) لأنو أنا شايف إنو نحنا أكتر شعب مفروض يبكى من الحاصل ليهو ده. فى المحلية: (الضابط الإدارى) فى مكتبه الوثير وامامه يقف عدد من المواطنين يمسكون بطلباتهم ، يقوم (حاج صديق) بالإنتظار ريثما يأتى دوره للوقوف أمام (الضابط الإدارى) الذى ما أن يقوم بقراءة (الطلب) حتى يفتح فاه دهشة ثم ينظر إلى (حاج صديق) من تحت نظارته الطبية وهو يخاطبه : - قلت ليا عاوز تفتح شنو؟ - بيت بكا !! - (فى إندهاش) بيت شنو؟ - بيت بكا! - ما فاهم ... كيفن يعنى ؟ - أيواا أفهمك يا أستاذ .. أصلو الفكرة إنو ... قام (حاج صديق) بشرح فكرة المشروع للضابط الإدارى الذى إستمع إليها وهو فى غاية الإندهاش إلا انه أخيراً قام بالتصديق على (الطلب) وهو يقول بصوت خافت : - بيت بكا .. بيت عرس .. (بيتون بليس) .. المهم تدفع لينا حق (الرخصة) والعوائد والنفايات والضرائب والزكاة !! التحضير للمشروع : ما أن إستلم (حاج صديق) تصديقو وختاهو فى جيبو حتى قرر ان يغشى (الفاضل السمسار) فى سبيل إيجاد (مقر) لهذا المشروع : - والله يا (الفاضل) يا خوى أنا بفتش ليا فى بيت بس يكون كبير. - إنت يا (حاج صديق) ما ساكن فى (ملكك) عاوز بالبيت شنو؟ - بقول ليك يا (الفاضل) عاوز ليا بيت كبير ! - أنا بقصد يعنى عاوزو لى عايلة كبيرة واللا لى عايلتين يعنى؟ - يا (الفاضل) ياخ أنا ما عاوزو لى سكن عاوزو (تجارى) .. تجاااارى. - عاوزو مخازن يعنى؟ - لا ما مخازن .. عاوزو لى مشروع كده ! - حقو تورينى عاوزو لى ياتو مشروع عشان أقدر أشوف ليك البيت المناسب - والله يا (الفاضل) ياخوى عاوز أعملو (بيت بكا) !! - (فى إندهاش) : بكا شنو؟ المات ليكم منو؟ - ثم مستدركا- طيب ما تدق ليك صيوان فى (الشارع) ؟ - ياخى أنا أقول ليك مشروع تجارى تقول ليا المات ليكم منو؟ وصيوانات وما بعرفو شنو؟ - بالله يا (حاج صديق) أنا راسى (جاط) كدى فهمنى الموضوع شوية شوية. ما أن انتهى (حاج صديق) من شرح الفكرة (للفاضل السمسار) حتى بادره الأخير قائلاً : - والله دى فكرة بت ستين كلب .. الشعب ده كلو عاوز يبكى ويتفشى وما لاقى ليهو طريقة! والله أنا أول زول يجى (يفش غبينتو) عندك ! ناس (المحلية) ماغصنى جنس مغصة ، كل يوم رسوم شكل ! - أها عندك ليا بيت للمشروع ده ! - شوف يا حاج أول حاجة لازم البيت العاوزو للمشروع ده يكون بعيد من (الناس) عشان ما تعمل إزعاج وناس النظام العام ديل يجو يكشوك ! - ما تنسى يا (الفاضل) إنو ده مشروع إستثمارى ، يعنى لو بعيد من الناس البجينى منو ؟ عشان كده لازم يكون فى موقع إستراتيجى وبعدين ما تخاف من قصة (الإزعاج) دى أنا ح أعمل عوازل (للصوت) عشان الناس تبكى لمن تقول بس ! - كان كده أنا عندى ليك بيت (لقطة) فى (شارع الأربعين) ينفع للمشروع ده. قام (حاج صديق) بمعاينة المنزل والذى يحتوى على عدد كبير من الغرف و(صالة كبيرة) إضافه إلى (صالون) قرر (حاج صديق) أن يقوم بتعديله ليكون بمثابة (حجرة إستقبال) - أنا البيت عجبنى يا (الفاضل) لكن بس عاوزك تجيب السباك يعمل ليا فى كل أوضة (حوض) غسيل و(حنفية) ويوصلو (بالسايفون) عشان الزول بعد ما (يجعر) ويتفشى تمااام يقوم يستغفر ويغسل وشو ! قام (حاج صديق) بعد الإتفاق على قيمة الإيجار بإخطار (الفاضل السمسار) أن (يغشاهو) فى البيت لإستلام (مقدم ثلاثة شهور) حسب الإتفاق على أن يقوم الأخير بتجهيز (سباك) و(نجار) للشروع فى عمل التعديلات المطلوبة إيذانا بإفتتاح المحل ! فى البيت : - أها عملت فى مشروعك شنو يا حاج ؟ صدقو ليك الطلب؟ - طبعا .. هم يا (نفيسة) حاجة بتجيب ليهم (قروش) ماشين يرفضوها ؟ - مواصلا- وكمان يا حاجة أقول ليكى حاجة؟ أنا البيت ذاتو الح يكون فيهو المشروع لقيتو وكمان أجرتو ! - كان كده عاد بس فضل ليك (الزباين). - لا الزباين ديل مضمونين والله كترة ناس ماسكاهم (غبينة) وعاوزين (يفشوها). - غايتو أنا يوم الإفتتاح عليا أجيب ليك كم (واحدة) يحررن ليكا (البكا) جنس (حرير) ! - (فى إندهاش) تجيبيهم من وين كمان يا ولية؟ - كيفن أجيبن من وين؟ الطلعن (صالح عام) والرجالن (ماتو) فى الطيارات الكل يوم (تقع) دى .. والله أعمل ليك إفتتاح (ووووب) و(أحيااااا) ما تديك الدرب. - إنتى يا حاجة عاوزة تطرشقى لينا المشروع ؟ - أطرشقو كيفن يعنى؟ - إنتى ما عارفا إنو (الإختلاط) ممنوع ؟ عايزة كمان تجيبى ليا نسوان يبكن ويسكلن و(يتشخنفن) قدام الرجال؟ - ممنوع كيفن؟ مما يبقى علينا يكون ممنوع ؟ ما أهو (المذيعات) مع (المذيعين) والموظفات مع الموظفين و(المسئولات) مع (المسئولين) أكان فى (برلمان) أكان فى (غيرو)! - معليش يا حاجة .. دى الحكومة (تخلط) زى ما عاوزا .. لكن نحنا لا. فى هذه الأثناء يتمطى (حمادة) الطالب الجامعى الذى كان يستلقى بعد أن إستيقظ من النوم ظهراً. وقد إستمع لنقاش الحاج والحاجة: - والله يا بوى أنا أجيب ليك لى مشروعك ده كترت (جكس) عاوز يبكى !! شواكيش ساااكت. - ما قلنا ليكم أبعدونا من الحتة بتاعت (الخلط) دى أحسن النظام العام يقفل لينا المحل قبل ما نبدأ. - تعرف يا بوى عشان تتخارج من حتت (الخلط) دى أنا عندى ليك فكرة؟ - اللى هي شنو؟ - تعرف تعمل ليك قسمين .. قسم (بكا حريمى) وقسم (بكا رجالى) !! - والله فكرة يا حمادة يا ابنى ، ما تقول البيت فيهو ستة غرف يبقو تلاتة غرف حريم وتلاتة (رجال) وأهو كلو (تنفيس) وفش (غبينة) ! - (الحاجة تتدخل) : والله أنا رأيى غير كده. - رايك شنو يعنى؟ - أنا رأيى كل ناس (غبينة) تعمل ليهم صالة ويكونوا براهم .. يعنى ضحايا (الصالح العام) صالة براهم .. وأهل ضحايا (حوادث الطيارات) صالة براهم ..وضحايا وأهل (الأخطاء الطبية) صاله براهم ..وضحايا (الشنو ما بعرف داك) صالة براهم وكده .. يعنى تلم الناس العندهم غبينة واحدة مع بعض عشان (يواسو) بعضهم !! واللا رأيك شنو ؟ - (حمادة يتدخل) : وكمان يابوى فى ناس عندهم (دبل غبينة) يعنى زول تلقاهو (شالوهو الصالح العام) جاهو (ضغط وسكرى) مشى يتعالج وقعت بيهو الطيارة .. أها زي ده أهلو مش ح يكون عندهم (دبل غبينة) ؟ المحل جاهز : بعد أن قام (حاج صديق) بتسليم الفاضل السمسار (قروش الإيجار) وقام بتوقيع العقد مع صاحب المنزل شرع بمساعدة الأخير فى تجهيز المنزل ليتوائم ونوعية بيئة المشروع حيث قام بتوصيل حوض غسيل فى كل غرفة لزوم غسل الوجه بعد (فاصل البكا والجعير) ثم قام بوضع دولاب فى كل غرفة يحتوى على (مناديل ورق) وفوط ومناشف كما يحتوى على كمية من (الدلاقين) لزوم تمزيقها من قبل الزبائن فى حالة تعرضهم لأى نوبات من نوبات البكاء (الهيستيرى) كما لم ينس أن يضيف لدولاب قسم الحريم علاوة على ذلك (عبوات) من (الرماد) لزوم نثره على الرؤوس بواسطة (المغبونات) ! كما تم وضع عدد من (فتايل الريحة) و(فحول البصل) فى جميع الدواليب لزوم استخدامها لإفاقة الزبائن فى حالة تعرضهم لأى حالات
بكاء مفضى إلى (الغمران) ! كما تم وضع عدد محترم من(البراطيش) القديمة والشباشب والنعلات لزوم اللطم على الوش من أجل أن ينفس المواطن عن نفسو (تنفيس تماااام) ! - أها يا بوى المحل عاوز تسميهو شنو عشان لازم تعمل ليهو إعلان وكده؟ - والله يا حمادة يا ابنى حتة الاسم دى كانت فايتة عليا - مواصلا- أها تفتكر نسميهو شنو؟ - والله يا حاج ممكن تسميهو .. تسميهو.. تسميهو أيوااا تسميهو (التنفيس عشان تعيش). - لا لا ده اسم طويل وما حلو. - طيب يعنى تسميو شنو؟ - (يفكر) : نسميهو (الدمعة الثكلى) ! - (الدمعة الثكلى) بتاعت مين يا حاج؟ (بازرعة)؟ - يا ابنى ديك اسمها (القبلة السكرى) ! - (بعد تفكير) : خلاص أقول ليك حاجة يا حاج سميهو (فش غبينة)! - أيواا ده اسم جميل ومعبر ... فش غبينة ...! - مواصلا- خلاص أمشى أعمل ليك لافتة كبيرة للمحل وأطبع ليك كروت وأعمل الإعلانات عشان الإفتتاح. الإعلانات : على جميع الصحف اليومية (وخاصة الإجتماعية) ظهر الإعلان التالى : يتم فى الساعة السابعة مساء بإذن الله إفتتاح محلات (فش غبينتك) ، صالات مكيفة ذات عوازل صوت للبكاء الحار والسكلى والحى وووب ، يوجد قسم خاص للنساء المحل مزود بمناديل الورق وأحواض الغسيل والبراطيش والجزم والشباشب القديمة لزوم اللطم ، الأسعار فى متناول أى مواطن غلبان!! ونجح المشروع : لم يصدق (حاج صديق) عينيه وهو يرى أفواج المواطنين تتداعى نحو (المحل) لدرجة أنه إضطر لطلب عدد من (قوات الأمن) لتنظيم الصفوف التى إنتابت بعض المواطنين الواقفين فيها حالات من (الإجهاش البكائى) حتى قبل دخولهم إلى صالات وغرف (البكاء) مما إضطر حاج صديق بعد أن رق قلبه عليهم أن يخاطب رجل الأمن قائلا: - بالله يا سعادتك الناس المغبونين و(على الهبشة) وقعدو من هسة يبكو ديل دخلهم أول !! - (إحتجاج): شنو يدخلهم أول ؟ يعنى عشان نحنا بس شوية متماسكين طيب أها شوووف: (الجميع يبدأون فى البكاء الحار والنحيب مما جعل (حاج صديق) يخاطبهم قائلاً: - يا جماعة خلاص أصبرو شوية لمن تدخلو (صالات البكاء) .. المحل بيشيلكم كلكم .. ماتجيبو لينا الكلام بى جعيركم ده و(تخلو النظام) العام يجينا ! - (الجميع ينتحبون فى تشنج): - خلاص يا جماعة إتنظمو شوية .. ناس حوادث الطيران يجو يقيفو فى الصف ده .. وناس الصالح العام عشان كتار خليكم فى الصف داك وناس (سندس) بى هنا .. وناس (الشنو ما بعرفو داك) خليهم يا سعادتك يخشو طواالى عشان (ممكونين) شديييد ! فى اليوم الأول للإفتتاح إمتلأت (صالات وغرف البكاء) عن بكرة أبيها بينما ظلت جمهرة من (المواطنين) لا يستهان بها وهى تجهش بالبكاء خارج المحل تنتظر دورها فى (فش غبينتها). - آلو حمادة ؟ إنت وين يا ابنى (مناديل الورق) دى خلصت .. أشحن ليك دفار جيبو بى سرعه - تانى يا بوى عاوزين حاجة. - أيوه كمان أغشى سوق الخضار جيب ليك شوال شوالين (بصل) عشان حالات الأغماء ! على الرغم من أن رسوم (فش الغبينة) كانت فى متناول جميع المواطنين حيث أنها كانت (جنيه) لكل ساعة (جعير) إلا أن (دخل) اليوم الأول قد كان مرضيا بالنسبة (لحاج صديق) الذى جلس على كاونتر الإستقبال يشرف على دخول (الزبائن) من الرجال بينما كانت زوجته الحاجة (نفيسة) تجلس على كاونتر قسم النساء ! ثلاثة أشهر مرت .. المشروع يسير على ما يرام .. يدخل المواطن إلى محلات (فش غبينتك) بعد أن يقوم بتحديد (ساعات) البكاء والنحيب التى يود أن يقضيها داخل الصالات معزولة الصوت ويخرج محمر الوجه متورم العينين مستريح الأعصاب بعد أن يكون قد قام بفش (غبينته) ، بعد أن رأى حاج صديق بعينيه (الغباين) المختلفة للحالات التى تأتى إلى محله. وسمع بأذنيه (الجعير) و(السكلى) والنحيب لم يعد ينظر إلى ربحية (المشروع) بقدر نظره لتوفير جو (بكائى) مثالى للمواطنين مما حداه إلى تحديد يوم (مجانى) - بكاء جماعى- فى (الأسبوع) يخصص لغير القادرين على دفع رسوم (النحيب) ! بينما كان (حمادة) جالسا على (كاونتر الإستقبال) حضر إليه شخصان يحمل أحدهما بعض الأوراق بينما يحمل الآخر على كتفه (كاميرا فوتوغرافية). - السلام عليكم. - وعليكم السلام. - الحقيقه نحنا من جريدة (عالم الإثارة) الإجتماعية وعاوزين نعمل معاكم (تحقيق مصور) خاصة والمشروع بتاعكم ده مشروع جديد وغير مسبوق. - جدا .. مرحب بيكم .. إتفضلو. - بس لو ممكن أول حاجة كده تعمل لينا جولة داخل (صالات البكاء) عشان نشوف المواطنين قاعدين (يفشو غبينتم) كيف ؟ - جدا إتفضلو ! إنتو ذاتكم الليلة محظوظين عشان يوم (السبت) ده قاعدين نعمل فيهو(فش غبينة جماعى) وبنجمع (المغبونين) كلهم فى (صالة) واحده - مواصلا- يلا شوفو معاى (صالة النحيب الجماعى) ! فى الصالة المعنية كان هنالك أكثر من ثلاثين شخصا من مختلف الأعمار (ينتحبون) بطرق مختلفة .. منهم من يبكى بحرقة ويتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة .. ومنهم من يلطم وجهه ويصيح فى هيستيريا .. وقف (الصحفى) بعيدا عند باب الصالة وهو يتابع هذه اللوحة (التراجيدية) بينما لفت نظره أحد المواطنين (المنتحبين) وهو يضرب رأسه على (الحائط) بقوة فى حركات متتالية وهو يجهش بالبكاء وهو يردد : - أنا كان مالى ومال كده ! - أنا كان مالى ومال كده ! نظر (الصحفى) إلى (حمادة) متسائلاً: - إنت الزول القاعد يبكى ويضرب راسو فى الحيطة ده مشكلتو شنو؟ - ده الوالد.. (حاج صديق) سيد المحل ده .. أمبارح ناس (الضرايب) جابو ليهو ضرائب أكتر من (راس مالو) وأدوهو إنذار (48) ساعة يا يدفع يا يصادرو المحل !

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.