? متعة المشاهدة التلفازية لمباريات كرة القدم لم تعد في الصورة وحدها بل في التعليق.. ورحم الله معلقينا الراحلين طه حمدتو وعلي الحسن مالك اللذان كانا عبر أثير الاذاعة يرسمان لوحة.. بل يعطيان الصورة المتكاملة لسير أحداث المباراة.. مربعات الملعب.. والصوت.. وأمس الأول في ديربي نهائي أبطال أوروبا كان التونسي عصام الشوالي قمة، لم تنقل لنا الأحداث من داخل الملعب فحسب بل نقلت إلينا صورة رائعة لمدينة موسكو التي تعد من أغلى مدن العالم.. الأسعار نار.. والاستعدادات التي سبقت إقامة هذه المباراة بين (المان والبلوز) وكيف أن الدوما الروسي أتخذ قرار منح التأشيرة حسب بطاقة الدخول للملعب في سابقة جميلة كلها تصنع لعصر الإنفتاح والتحول الذي يشهده القيصر الروسي. ? ودون أن يتعارض وصف الشوالي للمباراة مع المعلومات التي كانت تتدفق منه أثناءها عن موسكو.. تسمع أن موسكو يسكنها «21» مليون نسمة «58%» منهم روس.. و 01% أوكرانيين والباقي من جنسيات وطوائف مختلفة.. ومن الطرائف والمفارقات أن فنجان القهوة الذي شربه مع زميله عدنان حمد.. دفعا فيه «001» دولار بالتمام والكمال.. وحمد الله على الأسعار في بلاد العرب، ولو أننا فكرنا في فتح باب الهجرة لستات الشاي لكانت البوصلة تتجه إلى موسكو.. خذ مثلا عندنا قد تجد التي تبيع «02» كباية من القهوة في اليوم سيكون دخلها «0001» دولار يومياً.. بإعتبار القسمة على كبايتين.. أي لفردين حسب تعليق الشوالي.. حيث نجد «01» كبايات.. تشكل الألف دولار.. في حين نجد أن دخل ست الشاي عندنا من القهوة في المتوسط يمثل 01% من حصيلة ست الشاي في موسكو عند بيعها لفنجاني قهوة. ? وعن الاستعدادات... كأن موسكو تعيش في حالة حرب استعداداً للمباراة.. سبعة مطارات جاهزة لنقل المشجعين عقب المباراة مباشرة وطائرات حربية تحلق حول الملعب.. ودخل خرافي ربما يصل إلى نحو مليار دولار.. من دعاية ونقل عبر الفضائيات.. وفنادق.. ونزلاء وسياح، ودخل المباراة نفسه.. بلا حسد.. الناس كانت عيونها على المباراة والروس عيونهم وقلوبهم على الجيوب والأمن.. وهذه شطارة الكبار في لعبة الكبار.