ضمن الوفد السوداني الرفيع الذي قاده نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه الى دولة الصين، حط والي الخرطوم رحاله في بكين، ولأنه يحمل الخرطوم في عقله وقلبه أينما حل، فقد كانت هي همه الأول وهو يلتقي المسؤولين الصينيين والشركات ليطرح معهم حلولاً لمشاكل الولاية المختلفة، وإمكانية نقل روح النظر البعيد الصينية في تطوير بكين الى العاصمة الخرطوم، الى جانب إفادة كل ولايات السودان من طريقة التمويل الجديدة للمشروعات لدعم وترسيخ السلام والتنمية.. وللإضاءة حول ما تم هنالك جلس رئيس التحرير الى السيد الوالي.. وقلت له أولاً: ? ماذا ستسفيد ولاية الخرطوم والولايات الكبرى من هذه الاتفاقيات؟ - ولاية الخرطوم لها صلات عديدة مع عدد من الشركات الصينية، وفي هذا اللقاء التقينا بخمس من هذه الشركات، شركات تعمل في مجال صناعة السكر لأننا مكلفون من برنامج النهضة الزراعية برعاية برنامج صناعة السكر، فالتقينا بشركتين تعملان في مجال صناعة السكر واتفقنا على تقديم العروض النهائىة لمصنع جديد للسكر في ولاية النيل الأبيض في الأشهر القليلة القادمة، كذلك التقيت بشركة الصين للموانيء وهي شركة تقدمت لبناء كوبري توتي- بحري لتكملة منظومة الكباري في وسط الخرطوم، وقدموا عرضهم في الخرطوم وأرادوا مناقشة العرض، واتفقنا على مواصلة اللقاء مساء اليوم بخصوص هذا العرض، واتصلت بالاخوة في الخرطوم وأكدوا لي أنهم قدموا عرضاً تفصيلياً للكوبري، وإن شاء الله سنكمل معهم اللقاءات، كذلك سنلتقي بشركة خامسة هي شركة «نورنكو» وهي شركة معروفة بالصين للنقاش حول مشكلة المواصلات في ولاية الخرطوم، لبداية الحوار معهم في حل مشكلة المواصلات بسعات نقل كبيرة، وهذه هي الأربعة لقاءات الخاصة بولاية الخرطوم، ولكن أهم ما في هذه الزيارة أنها تفتح الباب لعلاقة جديدة بين وزارة المالية في السودان ووزارة التجارة في الصين، وهذه العلاقة ستتيح فرصة لولايات السودان المختلفة بما فيها ولاية الخرطوم للإستفادة من طريقة التمويل الجديدة للمشروعات التي وقفنا على تفاصيلها مع الأخ وزير المالية والأخ وزير الطاقة وإن شاء الله سندخل سهمنا في هذه الآلية الجديدة لتمويل مشروعات مهمة في ولاية الخرطوم، كذلك تم النقاش مع بعض الشركات المهتمة في قضية الزراعة لعمل مركز لإنتاج البذور المحسنة لمختلف احتياجات السودان من البذور المحسنة سواء كانت بذوراً محسنة للخضروات أو للحبوب أو الأعلاف بولاية الخرطوم، واتفقنا معهم على العمل على جذب قطاع خاص للعمل في هذا المجال وفي مجال تكثيف وزيادة إنتاج اللحوم البيضاء في ولاية الخرطوم وهذه جملة الأنشطة التي قمنا بها. ? نحن نعرف خيال السيد الوالي الخصب والراقي، ونحن شاهدنا بكين العام 2060م فهل خطر ببال الوالي ان ينفذ مشروعاً كهذا ولو لسنوات قليلة؟ - ضاحكاً: «طبعاً الفهم قدر القروش».. ويواصل: كما تعلم هنالك مشروع الخريطة الموجهة للخرطوم في الخمسة وعشرين عاماً القادمة، ولكن تجربة تخطيط بكين تعطي دافعاً قوياً لأن يمتد الناس ببصرهم لسنوات عديدة ويفكروا في مستقبل متطور، إن شاء الله نحن نوثق العلاقة مع الشركات التي قامت بتخطيط بكين لنقل روح النظر البعيد لمشروعات الخرطوم. ? أنا لاحظت هناك في بكين كما لاحظت في ماليزيا أن الشركات تسهم في بناء الطرق ويدفع تكاليفها الشعب بقطع تذاكر مرور، هل نرى مشروعاً كهذا في السودان؟ - ضاحكاً: «لو كان ريحتونا إنتو بنسويهو».. أول طريق طويل سيكون طريق الجيلي - كوبري المنشية وهو طريق دائري وستبدأ هذه التجربة بالطرق البعيدة وستدخل شيئاً فشىئاً الى داخل الخرطوم حتى تسهم هذه الموارد في صيانة وبناء مزيد من الطرق.