في ابريل من العام 1954م تم افتتاح مطار الخرطوم وبفضله اصبحت الخرطوم محطة جوية مهمة تمر بها خطوط الطيران العالمية التي تربط الشمال بالجنوب وبعد مرور (50) عاماً بدأ التنفيذ الفعلي لإنشاء مطار اكبر من المطار الحالي لإستيعاب حركة الطيران المتزايدة بعد السلام والنهضة العمرانية فكان الإتجاه الى غرب ام درمان وعلى بعد (40) كلم جنوباً في الحدود المتاخمة بين ولايتي النيل الابيض وشمال كردفان في مساحة (79) كلم مربع لاستقبال اكبر عدد من الطائرات وجاء اختيار الموقع بعد خيارات في شرق النيل ومنطقة جياد في الجزيرة وتمت المفاضلة واختير الموقع الحالي لمميزاته المتعددة المتمثلة في الموقع الاستراتيجي ولسهولة الوصول وبعده عن المناطق السكنية، الا انه وبعد احداث العاشر من مايو تزايدت المخاوف من المخاطر الأمنية التي يمكن ان تواجه الموقع الجديد خاصة وانه في مكان خال وبعيد عن العاصمة بنحو (40) كلم الأمر الذي ادى الى مطالبات بالعدول عن هذا الاختيار حتى وإن بلغ ما بلغ من التكاليف التي انفقت في المراحل الأولية لأعمال المطار التي تقدر حتى الآن بأكثر من (19) مليون دولار، الا ان مدير الادارة الهندسية والفنية بوحدة متابعة تنفيذ مشروع مطار الخرطوم الدولي الجديد الدكتور مدثر سليمان محمد علي قال انه بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وضعت منهجية جديدة في سلامة المطارات والزمت المطارات كافة بضرورة اعطاء السلامة والنواحي الأمنية اولوية قصوى، وأضاف مدثر ان المطار الذي يبعد (40) كلم جنوب غرب الخرطوم تمت فيه السلامة الأمنية اولاً وكانت من الأعمال الأولية المتمثلة في تشييد سورين داخلي وخارجي الى جانب الاستفادة من ترعة ام درمان المقترحة التي تمر بمحاذاة المطار غرباً وستكون بمثابة الواقي الأمني لمطار من اي مهددات، خاصة وان الترعة ستكون لها مداخل ومخارج، الى جانب انشاء (22) برج مراقبة داخلي موزعة على سور المطار الممتد على نحو (18) كلم. وقلل من تأثير جبل مندرا الذي يبعد الى الجنوب من المطار ب (6) واستبعد اي تأثير للنيل الابيض الذي يبعد ايضاً (7) كلم شرقاً كلم من المطار بالاضافة الى المطار العسكري في وادي سيدنا خاصة بعد نقل الموقع لجهة الجنوب والغرب، وزاد ان هناك تنسيقا تاماً بين الولايات الثلاث المشتركة في موقع المطار بعدم اقامة اي عقارات تحول دون انسياب حركة الطيران. ومطار الخرطوم الجديد الذي حدد له 2010م ليرى النور وقف القطاع السيادي في اجتماعه الأخير على موقف سير العمل في تنفيذ المشروعات التحضيرية وتعويضات المتأثرين، وأكدت وحدة التنفيذ الفراغ من الأعمال الأولية بنسبة (100%) خاصة تشييد الطريق المؤدي الى المطار من الطريق الرئيسي والطريق الداخلي للمطار لخدمة مرحلة التشييد ومشروعات المياه والكهرباء والتسوير الداخلي بنسبة (100%) ايضاً وبتكلفة قدرت ب (19) مليون دولار بتمويل من وزارة المالية عن طريق الصكوك توطئة للشروع في المرحلة المقبلة المتمثلة في الأعمال الرئيسية بعد ترسية العطاء للشركة المنفذة في اغسطس المقبل، وأكد مدثر اكتمال الترتيبات الاولية كافة لتعويض المتأثرين الذين تم دفع (50%) لهم نقداً وفي انتظار التعويض العيني ل (26) قرية ستتأثر بقيام المطار الحالي، ووصف عدد من الخبراء ان المطار الجديد سيحدث نقلة نوعية في المنطقة الحالية لجهة توفير الخدمات الأساسية، وقال:حاتم الزبير رئيس اتحاد المصارف لدى زيارة وفد من الإتحاد أمس لموقع المطار ان هناك نقلة نوعية ستحدث للمناطق والقرى المجاورة، وأضاف ان المصارف جاهزة لمد يد العون والتمويل لخدمة المشروع من خلال امكانات المصارف.