قبل ان يأخذوا انفاسهم عاد امس نجوم منتخبنا الوطني الى معسكرهم استعداداً للجولة الاهم في التصفيات الافريقية المؤهلة الى نهائيات امم افريقيا وكأس العالم في مواجهة هي الاخطر امام منتخب مالى بعد اسبوع واحد من معركة استاد الهلال التي خرجنا منها بأروع انتصار. فرضت برمجة (الكاف) على لاعبينا ان يظلوا في حالة ركض دائم وسفر متواصل من مطار الى مطار عبر طيران مرهق وطرق مليئة بالمطبات الهوائية التي تتلاعب بالطائرة في قارة سماؤها ملبدة بالسحب تجعل الراكب في حالة شد عصبي طوال الرحلة وبالتالى تؤثر على لياقة اللاعبين وتفقدهم التركيز وقد عايشت ذلك من خلال سفري مع المنتخب في اكثر من رحلة وليس علاء بابكر الوحيد الذي يخاف السفر. أصبحت حقيقة اشفق على لاعبينا وهم يتحملون كل هذا الارهاق والبعد عن الأهل في سبيل تحقيق انتصار للسودان دون حوافز او وعود وقد اسعدونا وصنعوا من الانتصارات ما جعل السودان على كل لسان وارتفعوا بطموحاتنا واعادوا الزمن الجميل للكرة السودانية مؤمنين بعظمة الرسالة التي يحملونها، متحملين كل الاساءات والانتقادات التي يتعرضون لها من اصحاب الاجندة الخاصة. يستحق نجوم منتخبنا الوطني من الدولة ان توفر لهم كل سبل الراحة وان تخصص لهم طائرة خاصة للسفر على الاقل وان تقدم لهم الحوافز وهم يشاركون مع المنتخب على حساب اسرهم ومنهم من هو مرتبط بعمل خاص تتعطل مصالحه مع ارتباطه بالمنتخب ايضاً مع توفير الرعاية الصحية الكاملة لهم لان اياً منهم معرض للاصابة في اي وقت. مهمة صعبة تنتظر صقور الجديان في مباراة باماكو لان المنتخب المالى سيكون اخطر وهو يلعب في داره ووسط جمهوره الكبير والمتعصب وهو يرفع شعار الثأر من الثلاثية ومنتخبنا يفقد عدداً كبيراً من اصحاب الخبرة زاد علىهم غياب عمر بخيت بعد ان نال الانذار الثاني وهناك عدد كبير له انذار ومهدد بالغياب من مباراة تشاد او الكنغو ايهما تلعب اولا وعلى رأسهم سفاري وامير دامر . كنا نامل انضمام الغائبين المعز وريتشارد والعجب وحمودة واحمد عادل ولكن ليس بالىد حيلة بعد ان تأخر علاجهم وتأكد انهم بعيدون عن لياقة المباريات والعشم ان يقدم نجومنا مباراة تليق بسمعة السودان وان يخرجوا بنتيجة تؤمن منافستنا على بطاقة المجموعة لاننا لا نريد ان ندخل في حسابات افضل الثواني المعقدة رغم ان امر مباراة تشاد لم يحسم بعد. كل الدعوات خلف صقور الجديان وهم يتأهبون للمهمة الاصعب ونرجو ان يختار الاتحاد الرجل المناسب لقيادة البعثة ويكون الافضل لو سافر وزير الثقافة والشباب والرياضة مع الفريق حتى يؤكد للاعبين ان الدولة تقف معهم كما فعل وزير شباب مالى ويفعل كل الوزراء في العالم. مازال الامل قائما في المنافسة على العودة للنهائيات الافريقية، فقط المطلوب كسب الثقة ودعم الفريق معنويا ومادياً حتى يحقق الحلم المنتظر والتحية للاعبين والجهاز الفني وهم يضحون من اجل الوطن. إيطاليا وفرنسا وذكريات المونديال يتابع العالم كله الىوم من ملعب زيورخ اللقاء الكبير الذي يجمع المنتخبين الايطالى والفرنسي ضمن الجولة الاخيرة للمجموعة الثالثة لنهائيات امم اوروبا الذي يمثل اعادة لنهائي كأس العالم الاخير بألمانيا 2006م وسيكون اقوي لان كليهما لامجال له غير الانتصار حتى يرافق هولندا التي اذاقتهما المر. اللقاء اعاد لي ذكريات رائعة بعد ان تشرفت بحضور نهائي كأس العالم بين المنتخبين باستاد برلين الرائع واستمتعت بكل لحظات المباراة وحزنت لخسارة فرنسا ونطحة زيدان الذي كنت اتمنى ان يقود بلاده للفوز باللقب ليكون احلى ختام لمشواره مع كرة القدم وكان هو شعور كل عشاق ذلك النجم الذي لن يتكرر وفقدته هذه البطولة. كانت ليلة رائعة رغم انها مرهقة بعد ان فرض علىنا حجز الطيران ان نغادر برلين عقب المباراة مباشرة بالقطار في رحلة تستغرق ست ساعات الى فرانكفورت للحاق بالطائرة المغادرة الى الخرطوم في التاسعة صباحاً وهي مسافة لو كانت بقطارنا لاستغرقت يومين. قلبي مع فرنسا للثأر لزيزو رغم ان المستوى غير مطمئن ودعوة للمشاهدة.