حوالي «003» حاج وحاجة هذا العام قرروا التوجه للاراضي المقدسة لاداء مناسك الحج عبر احدى الوكالات (تفويج)، والتي قدمت لهم خيارات: الحج «الذهبي» بتكلفة «0059» جنيه شاملة كل شئ بما فيها التذاكر أو برنامج الحج (الماسي) بتكلفة «005.31» جنيه، فاختار بعضهم البرنامج «الذهبي»، والذي يمنحهم تسهيلات ومميزات عديدة.. ووقعوا عقداً مع الوكالة. وكانوا يتوقعون خدمات ممتازة من الوكالة نظير المبلغ الطائل الذي سددوه بالكامل، ولكن خاب املهم وكذبت توقعاتهم، واليكم التفاصيل. ----------------------------- العقد الذهبي العقد المبرم بين الوكالة والحجيج ينص قيام الوكالة بكافة الاجراءات اللازمة للحصول على تأشيرة الدخول للمملكة لاداء مناسك الحج، وتقديم كافة الخدمات والتسهيلات لهم، حسب نوع الحج الذي يختاره الحاج: «ماسي»، «ذهبي»، حيث نص العقد على اشتمال برنامج الحج «الذهبي»، على الميزات الآتية: السفر من الخرطوم إلى المدينةالمنورة مباشرة بالطائرة في «03» ذي القعدة. الاستقبال بمطار المدينةالمنورة والترحيل والسكن في حالة الالتزام بتاريخ السفر اعلاه. السكن بالمدينةالمنورة بفندق ثلاثة نجوم من أول ذي الحجة وحتى السابع منه، في غرف رباعية مع تقديم المشروبات الباردة والساخنة وثلاث وجبات «بوفية مفتوح». الترحيل للمزارات. الترحيل من المدينةالمنورة إلى جدة بالطائرة. الترحيل من جدة إلى المشاعر المقدسة بحافلات حديثة ومكيفة مروراً بمكة لاداء طواف القدوم يوم «8» ذي الحجة. المبيت بمزدلفة «اختياري». السكن بمنى في خيام مكيفة ومفروشة وحديثة، مع تقديم المشروبات الباردة والساخنة، و«3» وجبات «بوفية مفتوح». الترحيل من منى إلى جدة بحافلات حديثة ومكيفة مروراً بمكة لاداء طواف الافاضة. السكن بجدة بفندق «3» نجوم مع تقديم المشروبات الباردة والساخنة، والوجبات «بوفية مفتوح». تقديم خدمات الارشاد. سعر البرنامج «الذهبي «005.9» جنيه سوداني. يلتزم الطرف الأول «الوكالة» بارجاع المبالغ المدفوعة من قبل الطرف الثاني «الحاج» في حالة اخطار الطرف الثاني الطرف الأول بعدم رغبته في السفر نهائياً قبل الثلاثين من رمضان. بعد كل هذه التسهيلات والمغريات للحج «الذهبي» و«الماسي» إنهال حوالي «003» طلب على الوكالة وهم من صفوة المجتمع: اطباء ومحامون ومهندسون واساتذة جامعات ورجال الاعمال وربات منازل وسددوا التكلفة المطلوبة بالكامل «005.9» جنيه، ومما شجعهم على خوض تجربة «الحج الذهبي» السمعة الممتازة للوكالة في تعاملها مع حجيج العام الماضي، حيث قامت بتفويج «051» حاجاً دون مشاكل تذكر. فندق بلا نجوم غادر الفوج مطار الخرطوم إلى جدة بالسودانية في اليوم المحدد 03 ذي القعدة وليس إلى المدينةالمنورة مباشرة، كما نص العقد، وذلك يعود لقرار اصدرته السلطات السعودية بمنع دخول الحجيج الى جدة، فامضى الفوج حوالي «7» ساعات بمطار جدة، ومنها توجه إلى المدينةالمنورة.. ومن هنا بدأت معاناة و«مرمطة» حجاج البرنامج «الذهبي»، فلندع الحاجة هالة حسن فوزي المحاضر بكلية علوم التقانة تحكي لنا جانباً من فصول العذاب والمعاناة الذي تعرض له الفوج الذهبي.. تقول هالة: ينص العقد الذي ابرمناه مع الوكالة انزالنا بالمدينةالمنورة بفندق «3» نجوم، لكننا اكتشفنا ان الوكالة اختارت لنا مسكناً عادياً لا يحمل ولا حتى نجمة واحدة، فهو عبارة عن غرف مؤجرة ولا يحمل لافتة ثابتة، مجرد لافتة ورقية مثبتة بلاصق!!.. كل «4» حجاج داخل غرفة واكتشفنا ان الحمامات رديئة لا تليق ببشر وبدلاً من التفرغ للعبادة تفرغنا للحديث والشكوى عن رداءة المسكن.. كما ان الوكالة لم تقدم لنا اي ارشاد لمناسك الحج، وكانت اجابات مندوبي الوكالة المرافقين للفوج على شكوانا سيئة، وكأننا نحج على حسابهم وليس على حسابنا. عكس الحال لحجاج البرنامج «الماسي» فخدماتهم كانت ممتازة. مكثنا بالمدينةالمنورة «6» ايام بعدها تحركنا إلى مكة بالبصات وانجزنا طواف القدوم، ومن مكة الى مني، وللحق كانت الخدمات بمنى جيدة، عدا السكن، حيث ان الاتفاق مع الوكالة ينص على تخصيص خيمة واحدة لكل «8» حجاج لكننا فوجئنا بوضع «03» حاجاً داخل الخيمة الواحدة، وهذا واحد من خروقات العقد الكثيرة.. ومما يؤسف له، اننا حضرنا للعبادة والذكر، لكننا اهدرنا وقتنا في الحديث والشكوى من مستوى الخدمات والاهمال الذي لاقيناه من مندوبي الوكالة المرافقين للفوج الذين لا يجيبون على استفساراتنا ولا يأبهون لشكوانا، متناسين اننا نؤدي فريضة الحج على حسابنا لدرجة ان بعض النسوة من الحجيج قاموا في عرفة بالدعاء بصوت عالٍ عبر المايكروفون بالدعاء على الوكالة نتيجة للمعاملة السيئة والاهمال. معاناة العودة وبعد انتهاء الحج وتأهب الفوج «الذهبي» لمغادرة الاراضي المقدسة تكررت نفس المعاناة والاهمال بجدة، حيث انزلونا بفندق «البيعة»، وهو ليس فندق «3» نجوم، فالحمامات معطلة ولإمتلاء الغرف، انزلوني شخصياً بفندق «الساحة» مع فوج برنامج الحج «الماسي»، وهو فندق فاخر، وكانت فرصة طيبة للوقوف على نوعية الخدمات المميزة التي تقدمها الوكالة لبرنامج الحج «الماس». مكثنا في جدة يومين وكان يفترض مغادرتها إلى الخرطوم صباح يوم 42/21، حيث الحجز، فتحركنا من الفندق في الواحدة صباحاً، وفي مطار جدة مكثنا لفترة لا تزيد عن ربع الساعة فاخطرنا مندوبي الوكالة ان الكاونتر اغلق، رغم انهم سبق ان ذكروا لنا ان الطائرة السودانية مخصصة بالكامل لفوج الوكالة. ولم يصعد للطائرة سوى فوج البرنامج الماسي، وللاسف كان معهم مندوبو الوكالة المرافقون وتركونا حائرين داخل مطار جدة، لا ندري ماذا نفعل، فحدث هياج وصراخ وسط الحجاج، وتخلف عن الطائرة حوالي «002» حاج... بهدلة ما بعدها «بهدلة».. فاصبح كل حاج حتى النساء والعجزة، يجاهدون لوحدهم للمغادرة ضمن حجاج البعثة السودانية وهناك «31» حاجاً جاءوا لمطار جدة، وهم من فوج الوكالة فاكتشفوا ان حجزهم يوم 13/21/7002م دون اخطارهم من جانب الوكالة، ولما اكتشفوا الأمر قال لهم مندوبي الوكالة انه «خطأ» واضطروا شراء تذاكر جديدة من حسابهم الخاص على الطائرة السودانية. باختصار تحول برنامج الحج «الذهبي» إلى برنامج «صفيح»، وأصبحنا ضحايا للوكالة.. كل حاج «ذهبي» دفع مبلغ «005.9» جنيه ليحصد بها في النهاية كل هذه المعاناة والعذاب، والاهمال وعدم المصداقية. ?? الحلقة القادمة ?? ? جراح مشهور يتعرض للبهدلة بمطار جدة!! ? لماذا تفادت الوكالة مبيت الفوج بمكة؟ ? معاناة قاسية للمسنين والنساء. ? محامية تطالب الوكالة باسترداد المبالغ التي دفعها حجاج البرنامج «الذهبي». ? أمير الفوج يغادر إلى الخرطوم تاركاً الحجيج وحدهم بمطار جدة!! ? رأي الوكالة في الاتهامات التي اثارها حجاج البرنامج «الذهبي»