التركيبة الرقمية (50+1) لها معنى سياسى قديم و جهير هو الأغلبية الميكانيكة فى التصويت لحسم اجتماع و لو كان هذا الاجتماع بين اثنين و ثالثهما الشيطان ... ففى هذه الحالة يكون للشيطان حق تحديد الاغلبية الميكانيكية ! لكن للتركيبة الرقمية (50 + 1) إسناد آخر و معنى جديد ... ففى مثل هذا اليوم قبل واحد و خمسين عاما ولدت مستشفى الولادة بامدرمان ... مستشفى الولادة (الدايات) من مواليد الأول من يوليو عام 1957 ... و منذ ذلك اليوم صار لهذا المولود مواليد ! يبدأ مستشفى الولادة الاحتفال بيوبيله الذهبى ... و ستأتى احتفاليته على طريقة (50 + 1 ) ... لكن سيكون لهذا الاحتفال رقم آخر أكثر رونقا ... فعندما بلغت مستشفى الولادة عمر الخمسين كان عمرها بالساعات نصف مليون ساعة بلا توقّف حتى أيام الوقفة ... و لذلك لا تدرى مستشفى الولادة بأيّهما تحتفل : بعمر بلغ (50 + 1) أم بنصف مليون ساعة لم تخلو ساعة منها من صرخة أم أو صرخة طفل أو الصرختين معا ! احتفالات مستشفى الولادة ستكون عرسا جماعيا ... فهى تحتفل بمواليدها و بأمهاتهم و بجيلها الأول من اختصاصييى التوليد و جيلها الاول من قابلات السودان العظيمات التى أخذ المستشفى اسمه منهنّ ... بل ستحتفل بصورة مستقبل تسير نحوه و يهرول نحوها ! يرصد المتابعون بأنّ مستشفى الولادة بامدرمان بعيد دائما عن اتهامات تطال عددا من المؤسسات العلاجية العامة و الخاصة لكن لا يصيبها من هذه الاتهامات و لو تراشق ضلّ طريقه ... تمر الاتهامات قريبا من أسوارها فلا تجرؤ على دخول المستشفى دون أن يمنعها حرّاس الباب ! ابتسامة لهذه المؤسسة العلاجية السودانية العريقة و هى تكمل الواحدة و الخمسين ... عناق لها و هى ترتدى وشاح اليوبيل الذهبى ... عناق يشدّ على أطبائها الكبار و قابلاتها الكبيرات و هم يتناصرون على انجاز رسالة كبرى ... سلام عليهنّ من كل مولود حمل اسمها و من كل أم فأجاءها المخاض الى جذع غرفة الولادة ... سلام على مستشفى الدايات بعدد صرخات الاطفال و الأمهات اللاتى اطلقوها بجناحيها ... و تهنئة لها من الاغلبية الميكانيكية لبلوغها خبرة (50+1) !!