احتلت (الشتارة) البروتوكولية منقطعة النظير التي اقترفها مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية (جون ماكين) عندما قال مجيباً على سؤال أحد الصحفيين عن السجائر الأمريكية بوصفها أكبر سلعة تصديرية تستقبلها «طهران» بقوله : « .. إن هذه طريقة أمريكية مبتكرة لقتل الإيرانيين ..» احتلت موقعاً لا بأس به من خارطة العناوين التي حملتها صحف الأسبوع الماضي!.. كما تصدرت ردة فعل زوجته المتمثلة في تلك (اللكزة) المعتبرة التي سارعت بتسديدها نحو ظهره لتنبيهه إلى فداحة ما يقول تصدرت قائمة اللقطات الأكثر مشاهدة في موقع ال (يو تيوب) الإلكتروني ! وإذا ما أخضعنا مزحة (ماكين) لتحليل المدرسة الفرويدية القائلة بأن المزاح ضرب من ضروب القصد الشعوري الذي يعفي به الإنسان نفسه من عبء ردود الأفعال ويتحلل به من الحرج الذي يوقعه فيه الجد، مستصحبين سخطه العارم على تجربة إطلاق الصواريخ الإيرانية وانتقاده اقتراح (أوباما) بحل الأزمة عن طريق الحديث المباشر مع الإيرانيين سنخلص ببساطة إلى أن الرجل من مدرسة (بن لادن) ! ذات الصحيفة التي تصدرت (شتارة ماكين) عناوينها حملت خبراً آخر عن تعليمات جديدة أصدرتها مؤسسة قيادة الشرطة البريطانية تُلزم فرق التفتيش بإلباس كلابها البوليسية (أحذية) قبل الشروع في تفتيش منازل مسلمين ! .. وقد جاء هذا القرار إثر تلقي القائمين على أمر الشرطة البريطانية لعدة شكاوى من الجمعيات الإسلامية تندد باستخدام الكلاب في عمليات التفتيش . وقال مسئولو الشرطة إن هذا الإجراء يدخل في قبيل الوعي الحكومي بالحساسية الدينية لبعض الجاليات حيال الكلاب والتأكد من أن استخدامها لا يتعارض مع معتقداتها الدينية! .. وعليه فإن رجال الشرطة البريطانية الذين يستخدمون الكلاب البوليسية للبحث عن المخدرات والمتفجرات في مساجد المسلمين ومنازلهم سيضطرون إلى إلباسها جوارب من الصوف ونعال من الممطاط ! .. وبحسب الخبر كان من ضمن المتضررين عضو مسلم في مجلس بلدية مدينة تايسايد اشتكى من استخدام ملصق إعلاني يصوّر كلباً . الأمر الذي اضطر شرطة المدينة إلى تقديم اعتذار ! بالرجوع إلى آراء الفقهاء التي تتكئ عليها مسلمات هؤلاء المسلمين الشاكين نجد أنهم أي الفقهاء متفقين على نجاسة لعاب الكلب بينما اختلف المالكية منهم على نجاسة بوله ولم يذكروا شيئاً عن غسل موطئ أقدام الكلاب . وفي صحيح البخاري حديث لابن عمر يقول فيه : « .. كانت الكلاب تُقْبل وتُدْبر في مسْجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبول .. « ! .. إذا فالاتفاق مع التشديد الفقهي هو اتفاق على نجاسة لعاب الكلب . وقد كان الأولى بأولئك المسلمين المقيمين هناك أن يزنوا شكواهم على هذا الأساس الفقهي . وعليه فالأجدى والأحفظ لطهارة المسلمين أن تستبدل الشرطة البريطانية تلك الجوارب والأحذية التي (صرفتها) لكلاب التفتيش بالكمامات ! ..