قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس القطاع الاقتصادي السفير محمد بن إبراهيم التويجري إن قيام السوق العربية المشتركة مستحيلة في الوقت الحالي، وجاءت هذه التصريحات في وقت أعلنت فيه جامعة الدول العربية عن إقامة معرض للمنتج العربي تحت رعاية الجامعة خلال الفترة من «5» إلى «12» نوفمبر القادم في العاصمة السعودية الرياض. وقال التويجري الذي يوصف بالمسؤول الاقتصادي العربي الأول إنه من الجميل أن نحلم، ولكن يجب أن نكون واقعيين ولانردد شعارات داعياً إلى التركيز في الوقت الحالي على منطقة التجارة العربية الحرة والانتقال منها إلى الاتحاد الجمركي. وكشف التويجري في حفل أقيم الأسبوع الماضي للإعلان عن المعرض، عن استمرارالخلافات بين الدول العربية فيما يتعلق بقواعد المنشأ التفصيلية، وبالتحديد حول نسبة المكون الأجنبي في السلع العربية، حيث تم التوصل لاتفاق مبدئي على أساس نسبة «40%» مكوناً أجنبياً و«60%» مكوناً محلياً، وتم تشكيل مجموعتين للتفاوض حول هذا الموضوع الذي يشكل العقبة الأساسية أمام منطقة التجارة العربية الحرة، الأولى بقيادة المملكة العربية السعودية (باعتبارها ممثلة للدول المطالبة بالانفتاح فيما يتعلق بنسبة المكون الأجنبي)، والثانية بقيادة المملكة المغربية (الدول الأكثر تحفظاً). وأضاف التويجري أن المشكلة تكمن في أن هناك «دولاً جبائية» تعتمد في مواردها على الحصول على ضرائب، مقابل دول «غير جبائية»، مثل دول الخليج التي تعتمد على مواردها النفطية. وأشار في سياق ذلك إلى أن الدول الجبائية تتحفظ في إزالة هذه الرسوم والضرائب، لأنها لن يكون لها بديل، فيما قام الاتحاد الأوروبي بحل هذه المعضلة من خلال تعويض ومساندة الدول الأكثر فقرا، من خلال إقامة مصانع واستثمارات بها. وأكد السفيرالتويجري أنه سيقام على هامش معرض المنتج العربي الأول منتدى لرجال الأعمال والتجار العرب يوفر فرصة للتعارف والتعاون بينهم، بينما يوفر المعرض فرصة للتعرف على المنتجات العربية المختلفة. ورداً عن سؤال حول مخاطر الاستثمار في السودان في الوقت الحالي، بعد قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وفي ارتباط باهتمام الجامعة العربية أخيرا بمشاريع الأمن الغذائي العربي التي ينتظر أن تكون أغلبها في السودان قال التويجري إنه: «فيما يتعلق بالشق السياسي فهناك قطاع للشؤون السياسية في الجامعة العربية معني به وقد كان هناك اجتماع أخيرا لوزراء الخارجية العرب يدعم السودان ويعمل على حل الأزمة، أما من الناحية الاقتصادية فإن السودان من البلاد الواعدة بالاستثمار، ولا أعتقد أن هناك تخوفا من الاستثمار به». وعبرالتويجري في غضون ذلك عن اعتقاده «أنه لكي تستثمر يجب أن تغامر، والاستثمار هو الذي يأتي بالاستقرار».. وضرب مثالاً بشركة الكويت للسكر التي تستثمر في السودان وحققت نجاحاً كبيراً في (7) دول حتى الآن.