دمشق: وكالات أكد الدكتور محمد ابراهيم التويجري الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية خلال مؤتمر صحفي عقده مع الدكتور رفيق على صالح المدير العام لأكساد على هامش أعمال المؤتمر العلمي الأول لتطوير البحث العلمي الزراعي على أن الوطن العربي يواجه تحديات كبيرة نتيجة للازمة الغذائية التي تعصف بالعالم حاليا مايتطلب قيام الدول العربية بمعالجة ذلك عبر البحث العلمي الزراعي وتطبيقاته ميدانيا كي توفر الغذاء اللازم والاستغناء عما تستورده من اغذية. ودعا التويجري إلى عقد مثل هذا المؤتمر بشكل سنوي نظرا للفوائد الناجمة عن مثل هذه اللقاءات وللتنسيق بين مراكز البحث الوطنية في ميدان البحوث واستثمار النتائج مؤكدا دعم الجامعة العربية الكامل لكل عمل عربي مشترك يهدف الى توفير الغذاء لملايين العرب ويحقق التنمية الشاملة دون التأثر بأزمة الغذاء العالمية مركزا على فعالية وامكانية تطبيق النتائج العلمية لخدمة قطاع الزراعة العربية بشقيه النباتي والحيواني. واقر التويجري بتأخر الجامعة العربية في انجاز تكامل اقتصادي عربي مشيرا الى ضرورة القيام بالعديد من الخطوات العربية لتحقيق هذا التكامل ومنها انجاز منطقة التجارة العربية الحرة مؤكدا ان الأمن الغذائي والمائي متلازمان وعلى الوطن العربي استثمار نتائج البحوث العلمية ووضع اليات تنفيذها لمواجهة التحديات الغذائية العالمية وللاستثمار في ميدان الزراعة وعدم الاعتماد على الموارد النفطية وغير الزراعية فقط. ودعا صالح الدول العربية للاستفادة القصوى من الامكانيات والخبرات ونتائج التجارب الناجحة التي توصل اليها اكساد وفق خطط عملية وعلمية مدروسة وبرامج تنفيذية حقيقية لان ما يواجه الزراعة العربية كبير وخطر بدءا من التغيرات المناخية واثر حالة الجفاف الى امتناع العديد من دول العالم عن تصدير المنتج الغذائي نتيجة تحول الكثير من المحاصيل لانتاج الطاقة البديلة ما يفرض على الدول العربية الاعتماد على الذات في تامين الغذاء وتحقيق الامن الغذائي العربي. واكد مدير عام اكساد ان المؤتمر سيحاول الخروج بنتائج قابلة للتحقق وباقتراحات مبنية على اسس علمية تعتمد البحث العلمي وسيلة اساسية لمواجهة حالة الجفاف وتراجع الهطول المطري بالمنطقة العربية ما يفترض العمل سريعا لتحقيق نقلة نوعية على صعيد الانتاج الزراعي وتحسين انواعه الى جانب الاهتمام بالثروة الحيوانية وتحسين سلالاتها كالابل والاغنام والماعز لافتا الى استعداد المركز لتزويد الدول العربية بما تحتاجه من المحاصيل المستنبطة الملائمة للظروف المناخية العربية وكذلك تحسين انواع الحيوانات واقامة مشاريع رائدة في الدول العربية بالتعاون مع وزارات الزراعة العربية. وكشف مدير عام اكساد عن اكتمال الدراسات لزراعة واستصلاح اكثر من 50 مليون هكتار هذا العام بالولايات الشرقية للسودان اضافة الى ان العمل جار الان لتنفيذ العديد من البرامج الزراعية وتربية الحيوان بالعديد من المناطق السودانية خلال المرحلة المقبلة. وقال الدكتور مهدي القيسي وكيل وزارة الزراعة العراقية ان المؤتمر الاول لتطوير البحث العلمي الزراعي العربي خطوة مهمة جديدة تهدف الى مزيد من الاهتمام بقطاع الزراعة ويفسح المجال امام الامكانيات العربية الكبيرة في مجال تطوير المنتج الزراعي والاستفادة من هذه الامكانيات في تحقيق التكامل العربي بعد النهوض بالواقع الزراعي الذي يعاني الجفاف وتراجع الامطار داعيا لتكامل عربي دائم يوفر الغذاء ويستغني عن استيراده من الخارج ويدعم الامن الغذائي العربي بالشكل العلمي والعملي المطلوب. وعول البروفسير الصادق سليمان محمد نائب المدير العام للبرامج التنموية بهيئة البحوث الزراعية السودانية رئيس وفد السودان المشارك فى المؤتمر على مركز اكساد ونتائج بحوثه العلمية في ميدان مواجهة الجفاف واستنباط انواع من المحاصيل تتناسب مع الجفاف وتعميم هذه النتائج على وزارات الزراعة العربية مركزا على مشكلة التصحر التي تعاني منها الدول العربية داعيا مراكز البحث العلمي الزراعي العربي الى تبادل الافكار وخلاصة التجارب والدراسات الناجحة لتحقيق نهضة زراعية عربية من شأنها زيادة الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني واتساع الرقعة الخضراء ومكافحة التصحر والاستثمار في الزراعة التي تشكل الضمانة الحقيقية لتوفير الغذاء وتصدير الفائض. وكانت أعمال المؤتمر قد بدأت امس الاول في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة إكساد بدمشق بمشاركة 19 دولة عربية من بينها السودان.