في بهو فندق فلسطين بالاسكندرية..كان علىَّ ان انتهز فرصة وجود وزير الدولة بالخارجية السماني الوسيلة لطرح عدد من الاسئلة التي أرى انها ضرورية ومهمة في هذا الظرف الحرج الذي خلفه تقرير مدعي المحكمة الجنائية لويس أوكامبو..كان ذلك اللقاء قبل ساعات من جلسة مجلس الامن التي تم فيها التمديد لقوات اليونيميد بدارفور ورفض تجميد اجراءات لاهاي ..وان يظل الجميع في انتظار جلسة خاصة بمجلس الامن لمناقشة طلب لويس أوكامبو..انتظار بلا سقف زمني معلوم..! *هل هناك تأكيدات أو مؤشرات بأن تستخدم روسيا والصين الفيتو لمصلحة السودان في موضوع الجنائية؟ = من المتوقع أن يكون موقف الصين وروسيا كما كان دائماً لأنه موقف داعم للحق وليس مجاملة للسودان ومبني على وثائق ومعلومات وحيثيات حقيقية. *هل يمكن أن تؤثر إجراءات المحكمة الجنائية على علاقتكم باليونيميد؟ = لا أبداً، نحن لا نربط بين الأمرين وقبولنا لليونميد لم يأتِ لأنها فرضت علينا كما يفسر البعض، ولكن المجتمع الغربي ظل يزيد الأزمة تعقيداً طيلة ثلاث سنوات . *اذن تعاملكم مع اليونيميد لن يتأثر؟ = أعلن الرئيس وأعلنا نحن في الخارجية أننا ملتزمون باليونميد لأنها أتت وفق اتفاقنا مع الأممالمتحدة والاتفاق الأفريقي، ونحن نحتاج لها الآن كحلقة من حلقات الحل. *ما هي محتويات المبادرة الفرنسية البريطانية للخروج من الأزمة؟ = الآن يجري حولها نقاش وبها جوانب تتعلق بضغوطات لانفاذ جوانب لسنا مقصرين فيها كالمطارات والاستخدام الليلي. *هل تم ربطها بموضوع المحكمة؟ نعم ربطوها بتنفيذ اليونيميد وحل قضية أبيي.. *مقابل ماذا؟ = نحن نعلم تماماً أن القصد ليس تحقيق العدالة ولكن ممارسة ضغوط.. *ستقدمون كل ذلك مقابل ماذا؟ = تحدثوا عن سحب هذه الدعوى لكن هناك أزمة ثقة بيننا وبينهم.. مقاطعة... *تحدثوا عن السحب أم التأجيل؟ = تكلموا عن السعي للتأجيل ليظل الأمر عالقاً في الهواء وهم يدركون أن مجلس الأمن لن يوافق على هذا... *أمر المحكمة في تقييمكم مجرد ضغوط إذاً؟ = نعم هو قرار سياسي لا علاقة له بالعدالة ولم نسمع في العدالة أن هناك شخصا يمكن أن يحل محل آخر في الاتهام.. *المبادرة تطالب بتسليم الاثنين فقط؟ = طبعا حديثهم كله عن الاثنين (هارون وكوشيب).. *ألم يتحدثوا عن الرئيس؟ = نعم، يسعون لتجميد القضية لممارسة المزيد من الضغوط . *الحكومة لم ترد على المبادرة الفرنسية إذاً؟ = لا نزال ندرسها.. *الحوار مع الحركات، هل فتحت قنوات معهم؟ = نعم،وعبر وسائط كثيرة والأخ جبريل باسول أتى الآن، ودعنا نناشد إخواننا أن الامر هو سوداني سوداني.. * إلى أين وصلت الاتصالات مع الجامعة العربية؟ = نائب الرئيس التقى بالأمين العام للجامعة والاتصالات مستمرة.. *هل توجد رسالة أمريكية وصلت اليكم؟ = لا يوجد غير الحديث عن سعيها لانفاذ السلام في دارفور وإكمال السلام في الجنوب..ونتمنى أن لا يكون هناك أمر آخر.. *هل تعتقدون ان لأمريكا تأثيراً على أوكامبو؟ = طبعا لأمريكا تأثير على مجريات الأحداث في كل العالم.. مقاطعة... * السؤال عن أوكامبو؟ = أوكامبو ليس خارج العالم. *هذا تحليل أم هي معلومات؟ = أمريكا دولة لها باع وتأثير في كثير مما يجري حول العالم في مواقع الصراعات المختلفة و خاصة المرتبطة بالنشاط الاقتصادي.. *هل تعتقد أن أمريكا ساعية لاسقاط النظام في السودان؟ = أمريكا أعلنت مراراً أنها ليست ضد المؤتمر الوطني، والآن توجد حكومة البرنامج الوطني وبدأت ملامح التحول الديمقراطي تبرز مما يجعل الانسان يفكر مرتين في التطورات الأخيرة.. *هل الرئيس مستهدف بشكل شخصي من بعض القوى الدولية أم كرئيس لحزب سياسي ؟ = التوقيت كان خاطئاً.. مقاطعة.. *أقصد استهداف الرئيس في شخصه؟ = نعم قصدوا بذلك أن يُستهدف شخصياً ولكن حركة الاجماع الشعبي والوطني حوله كشخصية ترمز للتحول في الفترة القادمة.. *هل توجد مشكلة في سفر الرئيس للخارج؟ = لا توجد أية مشكلة في سفره.. *وماذا إذا اعتمدت المحكمة مذكرة أوكامبو؟ = مجلس الأمن لن يستطيع أن يرسي سابقة بمحاكمة رئيس وهو على سدة الحكم وهو أعلى جهة سياسية في الأممالمتحدة.. *تأجيل السفر لتركيا أعطى انطباعاً بتأثير قرار المحكمة؟ = التأجيل كان لقمة الشراكة الذكية بزامبيا. أما رحلة تركيا فلم يأت أوانها بعد. وقد حدث الاعتذار بسبب الظروف الحالية في الداخل الخاصة بالأزمة.. * لكن هذه الظروف متعلقة بالوضع الخارجي أكثر من تعلقها بالوضع الداخلي؟ = تتعلق بالتشاور الداخلي وإنفاذ كثير من الوعود والحوار حول الإجماع الوطني ومبادرة حل مشكلة دارفور، ووجود الرئيس في الداخل هذه الفترة مهم جداً.. *البعض يقول إن ردود الفعل العربية لم تكن بحجم الحدث؟ = غير صحيح، التحرك الذي يجنب البلاد هذا الأمر هو الرفض والجامعة أعلنت عدم القبول وهو أشد من الرفض.. *هناك احساس بأن هناك تعاملاً قانونياً يجب أن يتم؟ = من يقوم بالتعامل القانوني؟، السودان أم الجامعة أم الاتحاد الأفريقي؟.. تبنت الجامعة الدفاع عن السودان في قرارها الذي ثبت استقلالية القضاء السوداني وطلبت أن يستمر في المحاكمات بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي كي يثبت ذلك للعالم الحر.. *هل تعمل الجامعة بتفويض من الحكومة السودانية؟ =هي تشاورت مع الحكومة ورفضت التعامل بمعيارين و رفضت تسييس القضية وتبنت الحديث مع مجلس الأمن.. *ربما ترفض المحكمة هذا التحرك باعتبار أن القضية قانونية وليست سياسية ؟ = الجامعة العربية تدرك تماماً أنه لم تحدث ابادة جماعية في دارفور، كما تدرك ذلك الاممالمتحدة والاتحاد الأفريقي.. مقاطعة... *أنا أتحدث عن تعامل الجامعة مع المحكمة؟ = وأنا أقول لك الجامعة العربية تقف على أرض صلبة من معلومات حقيقية وستعمل على تجنيب السودان هذا الأمر. وهي تتحرك مع المنظمات الأخرى. ومن المؤكد أنها لن تقف بعيداً عن السودان . *أقصد ان أي تحرك قانوني يعتبر امتثالاً للمحكمة الجنائية؟ = لقد ميزت الجامعة الجهات التي تتعامل معها في قرارها بصفتها منظمة إقليمية لها نفس رسالة الأممالمتحدة . * هل هذا على المسارين السياسي والقانوني معاً؟ = نعم كل ذلك معاً، وأكدت في قرارها أن القضية سياسية ودعت إلى مؤتمر دولي . *و ماذا عن موقف الاتحاد الأفريقي؟ = لا يقل عن موقف الجامعة العربية وهذه منظمات لها الحق أن تطلب من مجلس الأمن أن يرفع يده عن التعامل مع دولة عضو في منظمة إقليمية لأن ميثاق الأممالمتحدة يمنح أولوية للمنظمات الإقليمية في التعامل مع شؤونها.. *المبادرة الفرنسية البريطانية تركز على ابيي واليونيميد وتسليم المتهمين، هل هناك أشياء أخرى؟ = أبداً، الغريب في الأمر أنها طعنة من الخلف.. ففي الوقت الذي كنا ننسق فيه مع فرنسا طالبين مساهمتها في حل قضية دارفور كانت هي تعد في الخفاء هذا الأمر وتدفع أوكامبو، وقبل ثلاثة أيام من مذكرة أوكامبو المشئومة جاء وزير الخارجية دينق ألور حاملاً مبادرة، وكنا ننتظر منهم موقفاً إيجابياً يساعد على حل الأزمة بينما كانوا يعدون أمر أوكامبو.. *ما طبيعة الرسالة التي قال ساركوزي إنها أرسلت إلى البشير عبر تقرير أوكامبو؟ = طبيعتها واضحة تتعلق بممارسة مزيد من الضغوط حتى تنصاع الحكومة السودانية