منتديات الخرطوم طوال نهارات الاسبوع الماضي كان نجمها «بائعات الشاي» وبرزت من بينهن اسماء بائعات غدون رمزاً يذكره الرواة في سردهم لمشاوير حياتهن كمستند كفاح ضد ظلم الأيام وقساوة الواقع، وكانت فاطمة آدم الشهيرة ب «حليوة» حاضرة في هاتيك المنابر، التى ربما لن يكون آخرها منتدى السياسة والصحافة السابع والستين الذى درج حزب الأمة على اقامته بحدائق منزل الامام الصادق المهدى بحي الملازمين.. إلا ان الجمع المراد منه الحديث عن «بائعات الشاي بين رهق الحياة وارهاق السلطات» ذهبت سهامهم بعيداً لتصيب بعضها الخطة العشرية للدولة التى كان نتاجها استيراد غذاء في ثلاث سنوات من «5002 الى 8002م» بفاتورة قيمتها «5،2» مليار أي أكثر من تكلفة بناء خزان سد مروى كما جاء في حديث محمد ابراهيم كبج.. محمد ابراهيم نقد اختصر الأمر ان كل الضجة المثارة حول ذلك سببها «عين استثمارية نجيضة» تريد ان تقاسم بائعات الشاي النصيب حسب العقلية الاستثمارية السائدة الآن.. العميد عبدالعزيز خالد وعلي محمود حسنين القيادى بالحزب الاتحادي، والفريق جوزيف لاقو تحدثوا عن التدابير السياسية لمعالجة المشكلة، فيما نحى د. زهير السراج الكاتب الصحافي منحى آخر حين أيد قرار التنظيم، ولكن على أسس وقواعد لحماية الصحة العامة ومن منطلقات بيئية بحتة.. ونيابة عن وزارة الرعاية الاجتماعية تحدثت نجوان التى قالت ان الطرح تم تناوله بصورة خاطئة لأنه مجرد مقترح وفكرة ولم يصل الى مرحلة القرار النافذ، فيما قدمت رجاء حسن خليفة رئيس الاتحاد العام للمرأة السودانية تجربة الاتحاد من قبل للتصدى لقرار ولاية الخرطوم السابق بإصدار قرار منع الفتيات من العمل كنادلات في الكافتيريات وعاملات في طلمبات بيع الوقود.. وأشارت الى تجربة الاتحاد التى بدأها في ترقية مهنة بيع الشاي عبر الوحدات المتجولة قبل عامين وطبقتها في ولاية سنار وأجرى بعدها الاتحاد دراسة كشفت بعض العلل التى يمكن تجاوزها بقليل من الدعم المالي عبر وسيط بين بائعات الشاي وجهة ممولة.. وبسبب تآكل المجتمع قال الصادق المهدي ان هذا المنتدى يسلط الضوء على غلاء المعيشة وبائعات الشاي، وأوصى ان تكون سياسات الاصلاح عبر المشاركة الديمقراطية تجنباً لزيادة الاحتقان الاجتماعي في البلاد..