* رغم أن شهادتنا مجروحة في (منتدى بين الصحافة والسياسة) لأننا من مؤسسيه، إلا أننا لا نملك إلا الإشادة بالتطور النوعي الذي حدث للمنتدى الذي يتم تنظيمه بالتنسيق مع مكتب الإمام الصادق المهدي وتحت رعايته، لأنه في كل مناسبة يقود مبادرة ويبتدر الخوض في قضية تهم الوطن والمواطنين. * منتدى الأمس الذي كان حول (ستات الشاي وغلاء المعيشة)، يعتبر نقلة مهمة من الانشغال بالهموم السياسية المجردة إلى الهموم السياسية المرتبطة بحياة الناس ومعيشتهم. * صحيح أن الخطاب السياسي سيطر على مساحة كبيرة من المنتدى، ولا لوم عليهم في ذلك، فالهموم المعيشية هي إنعكاس للسياسات الاقتصادية والمالية التي طُبقت بصورة جائرة، وأن ظاهرة (ستات الشاي) مرتبطة بمجمل هذه الآثار السالبة.. ونحمد للمنتدى أيضاً اهتمامه بالمعالجات والمقترحات العلمية لهذه الظاهرة. * الإمام الصادق المهدي بادر عبر ورقة مكتوبة بوضع النقاط على الحروف خاصة عندما تحدث عن افرازات وقف الدعم للمواد الاستهلاكية ورفع الرعاية الاجتماعية عن الخدمات التعليمية والصحية وفرض الضرائب والرسوم والتطبيق الضرائبي للزكاة دون اعتبار للآثار الاجتماعية، إضافة إلى إنكماش الانتاج الزراعي والصناعي. * لا نستطيع هنا التوقف عند مداخلات الرموز السياسية رغم أهميتها، ولكننا نتوقف عند بعض الاشارات المهمة مثل تلك التي طرحها الخبير الاقتصادي محمد إبراهيم عبده (كبج) خاصة تحذيره من خطورة الوضع القادم في ظل شح الأمطار وضعف المخزون الاستراتيجي وقوله إن أكبر مهدد يواجه البلاد الأمن الغذائي وليس المعارضة. * رئيسة الاتحاد العام للمرأة السودانية رجاء حسن خليفة دافعت عن ستات الشاي وقالت إن ما يقدمنه من خدمة مطلوبة، وإنها بسيطة وسهلة وانهن خرجَّن أبناء وبنات صالحين في المجتمع واستنكرت ما يقال من أنهن يشوهن وجه العاصمة، وقالت إن وجه العاصمة في قفة الملاح وقفة العيش. * رئيس المجلس الانتقالي لإقليم الجنوب السابق جوزيف لاقو دعا الجميع -الحكومة والمعارضة- الاحزاب والحركات المسلحة إلى الاتفاق على كلمة سواء بينهم من أجل انقاذ البلاد بالإعتراف المتبادل بالآخر وبالأخطاء التي ارتكبت في حق الوطن المواطنين، وقال صحيح إن هناك انجازات مادية ملموسة، ولكن هناك أخطاء كثيرة تهدد البلاد بالانهيار ولا بد من التلاقي ديمقراطياً لانقاذ الأمة. * صحب المنتدى عرض مصور للمبدع عصام عبدالحفيظ على خلفية حيّة من بعض ستات الشاي اللاتي جلسن بالقرب من المنصة الرئيسية التي تحدثت فيها إنابة عنهن مدينة آدم الشهيرة ب(حليوة) التي ختمت مداخلتها بمناشدة وزيرة الرعاية الاجتماعية سامية أحمد محمد لحمايتهن من الملاحقة والكشات غير المبررة ولكنها أمنت على ضرورة الكروت الصحية رغم أنها اشارت في بداية حديثها إلى انهن احرص على سلامة المواطنين وصحتهم. كلام الناس - السوداني - العدد رقم 981 - 2008-08-07