? اختلف بروفيسور عمر حاج الزاكي المتخصص في تاريخ السودان القديم والحائز على جائزة الشهيد الزبير للعلوم السلوكية في محاضرة ألقاها لطلاب جامعة ام درمان الأهلية قسم التاريخ بمنطقة البجراوية في رحلتهم العلمية، عن الزعم القائل بأن «مروي» ونبتة» مملكتان متاخمتان لبعضهما البعض، إذ أن «نبتة» عاصمة دينية ل «مروي» وليست دولة منفصلة عاصرت قيام «مروي». ? وفي حديث ل «الرأي العام» أوضح بروفيسور حاج الزاكي انه يقف على شواهد عدة في طرحه القاضي بأن «نبتة» عاصمة دينية ل «مروي»، مصححاً بذلك زعم الآثاري الامريكي «رايزنر» الذي يعتبر أب الاثار السودانية وبفضله تكشف الكثير عن مملكة مروي قد بدأ دراسته للأثار السودانية القديمة منذ العام 1191م، وزعم ان «نبتة» و«مروي» مملكتين منفصلتين تعاصرتا في وقت واحد. ? ويري حاج الزاكي ان «مروي» بموقعها المعروف في البجراوية كانت الدولة وتبعتها «نبتة» كعاصمة دينية «جبل البركل، كريمة، مروي. نوري» ويوجد بها المعابد المقدسة والمدافن، وذلك لوجود مدينة ملكية كاملة في البجراوية التي تمتد حضارتها لاربعة آلاف عام خلت ووجود نقوش باسماء الملوك الأوائل. واكتشاف مقبرة الامراء المعروفة بمقبرة البجراوية الغربية، ويرى ان الاثاري «رايزنر» تعامل في دراساته التاريخية مع أدلة توافرت له في حينها وقد ظن نسبة لأن دفن الملوك قد بدأ في «نبتة» حتى العام 83 ق.م ثم أتجه جنوباً صوب «البجراوية» أن ذلك يشير إلى انتقال العاصمة إلى هناك.. ولكن الملوك كانوا يدفنون في «نبتة» لقداستها الدينية ليس إلا.. والدليل مدافن الملوك الذين حكموا في «البجراوية» ودفنوا هناك ومنهم «امونا ناتيورتي- حرسيوتيف- نستاسين» وكانت «نبتة» عاصمة للمباركة والتتويج والدفن. ? وكشف في محاضرته بالبجراوية ان المرويين تميزوا في زمانهم ففتحوا مصر ونقلوا عاصمتهم إليها.. تشابكوا مع الأشوريين في السيادة حول ساحل البحر المتوسط الشرقي «فلسطين، لبنان، سوريا». ولكن الاشوريين انتصروا عليهم لتفوقهم التسليحي «الحديد» الذي لم يكن مكتشفاً لدى المرويين فتراجعوا حتى «نوري» بشمال السودان. ? يذكر ان بروفيسور حاج الزاكي كرس جهوده منذ العام 0791م لدراسة آثار المرويين بعد نيله للماجستير في اللغة المروية ثم دكتوراة عن العقائد الدينية عند المرويين وأهميتها في العالم القديم.. إذ ان كل الحضارات القديمة استندت على الجانب الديني والأساطير في السيطرة على مفاصل الشعوب.. وأعطى ذلك نوعاً من الاستقرار واستمرارية الحكم.