المنطقة الواقعة بين قرية المسعودية وقرية الجديد عمران، كانت منطقة ترقد فيها وما زالت قرية الشقلة عوج الدرب، واشتهرت تلك المنطقة بغبار يعمي الأبصار في الفترة بين شهري أبريل ويونيو، وكان الناس يقولون: «ربنا يكفيك غبار الشقلة عوج الدرب»، فهي منطقة مفتوحة وواسعة البراح، وتبعد عن شارع مدني الخرطوم بحوالى نصف كيلومتر. الشقلة عوج الدرب تحاصرها المباني من جهات ثلاث بعد قيام مدن جياد الصناعية والسكنية ومصانع عين للأدوية. جاءت تسمية الشقلة عوج الدرب لوجود شجيرات قصيرة من نوع السدر في تلك المنطقة، وسميت به لكثرته في تلك المنطقة، وانتسب للشيخ عوج الدرب حفيد أرباب العقائد. لقب الشيخ عوج الدرب بهذا الاسم لكرمه الفياض، فكان المسافرون ليلاً يهتدون الى مكانه بعد ان يروا ناراً قد أوقدت في منتصف الليل. وكان الطريق في مكان السكة الحديد وأصبح على طريق مدني الخرطوم اليوم بالقرب من القرية. وتباينت الآراء حول مسمى عوج الدرب، يروى أن الشيخ عوج الدرب مُنع من فتح مضيفة في منطقة العيلفون من قبل والده وفي رواية قيل من -أخيه- فذهب الى منطقة الشقلة في الضفة الغربية من النيل الأزرق، وأوقد ناره هناك، وحتى يهتدى له كان يقوم بملء صفيحة بالتراب وبها قناية «معطونة» في الجازولين ويشعل فيها النار. وقيل إن والدته منعته من ذلك، ولكن النار كانت تشتعل لوحدها فعفا عنه والده وسمح له بإكرام الضيوف. وتروي رباب عبدالرحمن الوسيلة حفيدة الشيخ عوج الدرب: «جاءه ضيوف في ليل بهيم ولم يكن هناك مناص من إكرامهم ونادى معاونيه للقيام بالواجب، فوجد النار «مولعة» وحكى لأبيه ما رأى فقال له: «هذه كرامة من الله». يُحكى عن طرائفه ان طرق بابه ليلاً، فأقسم ان يدخل الطارق ويكرمه ولكنه لم يستجب، فخرج إليه فوجده حماراً، وأصر على زوجته إكرامه فقدمت له العيش. وتؤكد رباب عبدالرحمن ان نبوءة الشيخ إدريس ود الارباب التي تنبأ بها بأن تكون محبته في الخضر، وولايته في عركي، وكرمه في حمد قد تحققت.