فريد، انعكست آثاره على التاريخ النوبي القديم والحديث وعلى الرغم من كل المستحدثات والمتغيرات البيئية والمناخية التي واكبت المنطقة خلال نصف القرن الماضي ومع اصرار ابنائها للحفاظ على النسيج والترابط الاجتماعي وعلى الهوية النوبية وحماية الحدود الشمالية معبر كل اطياف الحضارات الوافدة يستلزم ذلك إعادة الاستقرار لسكان الوادي خاصة بعد التحولات الطبيعية التي حدثت بالمنطقة بعد انشاء السد العالي. بسبب ظهور الرسوبات «الإطماء» وتراكمها وانتقالها لجنوب السد فقط، مكونة دلتا طبيعية ببحيرة النوبة واكدتها المسوحات الفضائية لعامي 8991-0002م مما شكل بعداً بيئياً وزراعياً يمكن توظيفه واستثماره بمفاهيم متطورة تواكب ظروف العصر وتحدياته القاسية وهذا يشكل مسؤولية قومية يجب ان تتضافر كل الجهود لتوفير مقومات النجاح للتنمية المتناسقة بيئياً واستثماراً. Eco - Develop ment of Lake Nubian Organic. «Reserve» اي تنمية موائمة بيئياً واقتصاديا ومقبولة اجتماعياً وثقافياً وسياسياً كما جاء في دراسة البروفسير تاج السر بشير عبد الله عضو اللجنة الدولية العالمية الاستشارية في البيئة والمياه لليونسكو وبرنامج البيئة العالمي (الآفاق المستقبلية للتنمية وتطوير دلتا النوبة). ان هذه المنطقة موعودة بالتنمية المستقبلية العملاقة. أ . اعلان الدلتا المتكونة لتكون محمية عضوية Organic Reserve منطقة خالية من الكيماويات chemical Free Zone لانتاج الاغذية العضوية الخالية من المسرطنات Eco- Label ب. قيام صناعة الاسماك وفقاً لمعايير الايزو «ISO». ج - قيام صناعة انتاج السماد العضوي السمكي ليكون مصدر تسميد تكميلي للزراعة العضوية. د. قيام منتجعات سياحية Resort بما يسمح للترويج: 1/ السياحة الزراعية: Agro- Tourism 2/ السياحة البيئية : Eco - Tourism ه. اعادة تعمير البنيات التحتية وخاصة مطار وادي حلفا وميناء وادي حلفا. هذه المدينة التي عانت ما عانت وصمدت وناضلت في سبيل ان تكون او لا تكون. ورفعت لواء بقائها وواجهت غضبة الطبيعة عندما زحفت عليها مياه السد العالي واغرقت المدينة وقراها وابتلعت عمرانها نخيلها وحدائقها واثارها. وايضاً واجهت قسوة السلطات الغاشمة باعلان ابادتها ومحوها من على سطح الارض ان ذلك.. هجر اهلها باسلوب في غاية الوحشية والقسوة ووصفت ونعتت باقصى انواع القمع والجور. في تلك الايام السوداء والليالي المدلهمة عزمت مجموعة من الرجال والنساء والشيوخ والاطفال على الا ينصاعوا.. ولا ينفذوا التهجير ويتشبثوا بالارض مهما كلفهم الامر تحملوا.. وصبروا.. وظفروا. وكان الانتصار والفرحة والفخر .. هذه هي المدينة العريقة عراقة انسانها. وعلى مشارف الصحراء بدأت عمليات البناء والآن تتجلى ذلك في طفرتها وارتدائها ثياب العمران من تخطيط الأحياء السكنية والأسواق والطرق الحديثة والمباني الجميلة مثل مبنى الجمارك، المواصفات، الزكاة، البنك الزراعي، الاستشارية، عمارة أولاد سعد ومدينة الطفل وهذا الزخم تحيط به سلسلة من الجبال كإحاطة السوار بالمعصم ومع مشروع التشجير وزرقة مياه البحيرة استكملت لوحة فريدة رومانسية ورائعة. تتبعها الآن قيام المشاريع الزراعية الكبرى مثل مشروع مجموعة شركات دال وشركات جمى، قطر الاستثماري لزراعة حوالى مليونى فدان بالقمح وتليها حدائق النخيل والفواكه والخضروات سوف يترتب عليه قيام الصناعات الغذائية، زائداً الثروة السمكية التي تزخر بها بحيرة النوبة وكذلك استثمارات لتربية الأبقار والدواجن وبها تتوافر اللحوم والألبان ومنتجات الدواجن لسد احتياجات المواطنين وتصدر الفائض للأسواق الداخلية والخارجية. المجال التجاري سوف يأخذ منحى رائجاً بين السودان ومصر بالطريق البري الذي سوف يفتتح قريباً بين وادي حلفا - قسطل تلك البوابة القديمة الجديدة للصادرات والواردات التي سيزيد الانتعاش لموقعها الاستراتيجي الفريد. السياحة والفندقة تتمتع هذه المدينة بمواصفات لا تخطئها عين، فهي من ناحية المناخ تصلح أن تكون مشتاً في فصل الشتاء لصفاء جوها وامتلاكها شمساً ساطعة ودفئاً مميزاً وفي فصل الصيف ستكون مصيفاً جاذباً لأنها تمتلك شواطىء برمال ذهبية على امتداد البحيرة، ويجب على القائمين بأمرها الاهتمام بإعدادها الإعداد الأمثل والتنافس بها مع قريناتها من المصايف. وقد ذكر أن بحيرة النوبة قد اكتسبت شهرة عالمية واسعة في مسابقة للبحيرات الصناعية في العالم بما لديها من مميزات في النظافة والجمال والجودة. وأنها آمنة من الأخطار التي تحيط بالبحيرات الأخرى، لذا فإن الإقبال عليها سياحياً سيكون بكثرة وهي مؤهلة لاستقبال الرياضات البحرية من سباق لليخوت والتزحلق والغطس وما شابه ذلك ،ومن الإشارة الدالة على النجاح في هذا المضمار هو الاحتفال بوضع حجر الأساس للمتحف النوبي والقرية النوبية النموذجية وقيام فندق عالمي تحت إشراف هيئة اليونسكو العالمية في شهر أبريل المنصرم