حينما يقترب شهر رمضان تزداد القوى الشرائية وتقبل الأسر بنهم على شراء حاجاتها حتى تفيض.. وحينما تبدل سلوكنا الغذائي وتأثر هو الآخر بما يعرض بالفضائيات اتجهت ثقافتنا الغذائية نحو الافراط في صناعة كميات كبيرة من الاطعمة واللحوم والدهنيات التي تسبب التخمة. وفائض الطعام الذي تنوء به موائد العديد من الاسر لا تدري اين تذهب به بينما لا تجد الكثير من الأسر المتعففة ما يسد لها رمق الجوع وما بين الحرمان والتخمة تنشأ فضيلة التكافل والتراحم التي من اجلها شرع شهر رمضان. بنك الطعام الذي انشئ من أجل الفقراء والمعدمين استوعب هذه الفكرة وتبناها بان دعا المقتدرين والخيرين إلى تجميع فوائض طعامهم وامتعتهم ليقوم بتوزيعها على الأسر المتعففة وقطاعات المجتمع الأخرى المحتاجة كالنازحين وطلاب العلم في الخلاوي وداخليات الطلاب. د. زيدان عبده زيدان مدير بنك الطعام الذي هو على رأس تلك المجموعة من الخيرين الذين اطلقوا وبادروا بفكرة مشروع البنك قال ان الفكرة انطلقت منذ رمضان العام قبل الماضي وما زالت مستمرة من منطلق التراحم والتكافل الذي دعا له الاسلام واشار إليه رسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» في حديثه «احب الناس إلى الله انفعهم، واحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كرباً أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً». وأبان ان الفكرة نبعت من هذا المنطلق للاستفادة من فائض الوجبات الرمضانية الجماعية وتجميعها وتوزيعها على المحتاجين واستهدفنا أولاً الفنادق والمطاعم الفخمة وبعض المصانع الغذائية، كما اتصلت بنا بعض الأسر التي لديها فائض اطعمة ولا تدري اين تذهب به. والأمر في مجمله قد يظهر البنك بأنه وعاء لتجميع فائض الموائد وتحسينها ومن ثم اعادة توزيعها على المحتاجين مما قد ينفر البعض من تناوله، ولكن د. زيدان استهجن الأمر كثيراً وقال «ان هذه الاطعمة ليست فوائض موائد كما قد يتبادر للذهن بل هو فا›ئض طعام جيد نقوم بتجميعه وتوزيعه على الأسر المتعففة وقطاعات المجتمع المحتاجة». وزاد: ان الامر لا يتوقف عند تجميع فائض الطعام بل نقوم بتصنيع بعض الأطعمة بدعم من الخيرين وبعض المؤسسات والشركات لان البنك يرفع شعار الجوعى في الانتظار وتحمل دلالات هذا الشعار بأنه يوجد عدد كبير من الجوعى ينتظرون اسهامات الخيرين ونحن آلينا على انفسنا ان نستجيب لرغبات هؤلاء الجوعى وحث قطاعات المجتمع للمساهمة في سد رمقهم. والبنك الذي بدأت فروعه تتمدد على الولايات لديه آليات عمل عبر عدد مقدر من المتطوعين يعملون على توزيع الطعام للمستفيدين من شرائح المجتمع المختلفة وتفاعل معه العديد من المؤسسات والأسر المقتدرة.. ويبقى الأمل معقوداً على دعم مبادرة البنك التي قامت على التراحم والتكافل بين قطاعات الشعب السوداني وان تتكامل الجهود مع المزيد من الخيرين والمؤسسات المنتجة وشركات المواد الغذائية حتى نقضي على شبح الجوع الذي يواجه العديد من الأسر.. ونحن نستقبل شهر التراحم والتكافل نتوقع استجابة كبيرة ودعماً من المؤسسات والاسر المقتدرة التي تفيض موائدها بالطعام.