كل الإشادة التي أطلقها الدكتور نافع علي نافع عن موقف زعيم الأمة الإمام الصادق المهدي حول نفض يده ويد حزبه من التحالف المعارض ... كذبها الحزب في اليوم التالي ، حيث أكدت الدكتورة مريم الصادق المهدي أن حزب الأمة لم ينفض يده من المعارضة وأنه ما زال ملتزماً بمواقفها . الساسة الكبار في بلادنا دائماً وفي الفترة الأخيرة بالتحديد ... يصرحون بمواقف أكثر ضبابية ، بحيث لا ترى الموقف الصحيح ، أي الموقف الإستراتيجي من الموقف التكتيكي ... وهذا أمر مؤسف للغاية يجب أن تكون مواقف الأحزاب الكبيرة واضحة كالشمس ... وكما يقول عادل إمام يا أسود ... يا أبيض ... أما الرمادي فهو مرفوض جملةً وتفصيلاً . وحزب الأمة ... وكل الأحزاب هي حرة في إختيار الموقف الذي تراه صحيحاً ، لكن عندما يتعلق الأمر بسلامة الوطن ، فإنه مطلوب منها أن تنحاز للوطن بغض النظر عن موقفها من النظام الحاكم ، والتي تذهب إليه عندما تحتاجه ، وتنفر منه عندما لا تحتاجه . الإمام الصادق لديه ميزان يوزن به مواقفه ومواقف حزبه السياسية ... ودائماً لا يتسرع بالإدانة أو التأييد إلى أن يوزن موقفه بشكل دقيق ووجود حزب الأمة مع المعارضة لا يضيف للمعارضة شيئاً ، لأنها مواقف غير واضحة وتتبدل بين لحظة وأخرى ، أما موقفه مع الحكومة ونقولها بكل صراحة ... أنها تضيف للحكومة ألقاً كثيراً وتضيف لها قوة وتماسكاً . وأما الإتحادي الأصل ... فالأصل فيه مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ... وكلمة واحدة منه تتبدل موازين السياسة في السودان ، لكن صمت مولانا في هذه الأزمة يؤكد أنه غير راضٍ على تعامل الحكومة معه أو مع حزبه . وطريقة مولانا في التعامل السياسي ... عندما يغضب أو يرى الأمور لا تسير كما ينبغي يلزم الصمت .... وفي صمت مولانا الكثير والمثير الخطر . قرارات بنك السودان وضعت الدولار في مهب الريح الورقة الثانية : أثارت قرارات بنك السودان الأخيرة حول تعويم الجنية وتوفير الدولار في كل البنوك وفي كل الصرافات ... أثارت لغطاً كبيراً وسط رجال المال والبنوك . وقال خبراء الاقتصاد في بلادنا ، ان هذا القرار لم يدرس بشكل دقيق ، وسيأتي بنتائج كارثية لاقتصاد السودان .وقالوا ان مجلس إدارة بنك السودان هو الذي يحدد سياسة سعر الصرف بتوجيه من محافظ البنك ... وبالتشاور مع وزير المالية ... وأضافوا : إن المجلس لم يجتمع وبالتالي لم يتخذ أي قرار في هذا الموضوع . كما أن محافظ البنك خارج السودان ولا أدري إن كان قد فوض نائبه لإتخاذ هذا القرار أم لا . وأتمنى أن تتم دراسة موسعة لهذا الموضوع لتجنب أية نتائج كارثية .وكيف يسمح بنك السودان للصرافات بالعمل بالقرار الجديد والتي أوقفته فوراً . ورحل نادر... النادر الورقة الحزينة : نادر خضر فنان جاء من الجامعة ، لذلك كان مشروعه الغنائي مختلفاً عن كثير من الفنانين ... فهو فنان مثقف ... ومتذوق للشعر ويحترم الناس إحتراماً مبالغاً . ونادر ... نادر فعلاً ، فهو يتمتع بخلق رفيع وأدب جم ... لا تكاد تسمع صوته وهو يتحدث ، بل هو يهمس همساً من شدة أدبه وإحترامه للمقابل . رحيله المفاجىء أصاب كل معجبيه من الجنسين بألم حاد ... بل كل معجبيه من الرجال والنساء . فنادر لا يرد لإنسان يطلبه لإحياء حفل غنائي ... ولا يشترط مبلغاً خرافياً ، ويقول لك بالموجود ... أين هذا النوع من الناس ومن الفنانين ؟ لقد بكته مدينة أم درمان كلها ... وجاء معجبوه ومعجباته من كل حدب وصوب ، باكيين الشاب الخلوق صاحب الصوت الجميل ... ونادر تميز بجمال أخلاقة وجمال خلقه ... تراه دائماً يستقبل الناس ببشاشة نادرة ، لذلك توسعت دائرة معجبيه بشكل كبير . تخرج نادر خضر من إحدى جامعات الهند ... ونال البكالوريوس في الإقتصاد والعلوم السياسية ، وظهر لأول مره على خشبة المسرح القومي عام 1994 ، وخطف أبصار المستمعين والمشاهدين من ذلك التاريخ . رحم الله فناننا الشاب نادر خضر وأسكنه فسيح جناته وألهم آله وذويه الصبر الجميل . وإلى جنات الخلد ... أيها الإنسان ... نادر النادر .