لماذا يخفي الرجل السوداني دور زوجته؟! نادرا ما تسمع باحد المشاهير او حتى المواطنين يتحدث عن دور زوجته وتأثيرها في حياته.. (وراء كل عظيم إمرأة) وهنالك من لا يحب ان تظهر معه ومن يغلق عليها باب البيت ومن يفصلها حتى في صينية الطعام ومن لا يطيب خاطرها بكلمة ومن يقول(شاورهن وخالفهن).. ومن يرى عيبا ان تسمع رأيها وتعمل به و.... وتبقى الحكاية في البداية عندما تتحرى خطوات اختياره شريكة حياته جري واحيانا وساطات ومراسيل وهدايا وتفاصيل لشوق وكلمات اعجاب. ولكن بعد الزواج مباشرة يبدأ التحول وفرض السيطرة والرفض. وكما يردد الشارع حينما تجد رجلا وامرأة يسيران في خطين متوازيين يقولون هذه ليست زوجته الا حينما يرونك تسير امامها يقولون هذه زوجته. وانت تقرأ في صفحات التاريخ تجد كل الصفحات تتحدث عن ابطاله الرجال ولا تجد من يتحدث عن زوجات مثل المهدي ودورهن في حياته وعن عثمان دقنة وعبدالله التعايشي والماظ وعلي عبداللطيف والازهري وعبد الرحمن المهدي وعلي الميرغني وغيرهم حتى وان قلنا انه من الدين أوليس لنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اسوة حسنة وهو يتحدث عن فضل السيدة خديجة رضي الله عنها وهو يقول خذوا دينكم من هذه الحميراء ويقصد السيدة عائشة رضي الله عنها. والدين يصف زوجات المصطفى عليه الصلاة والسلام بأمهات المؤمنين واتذكر اسماء عديدة من مشاهيرنا على مر العهود كانوا يمتنعون ان تظهر زوجاتهم في الصور او في الاعلام ولا يتحدثون عنهن بأي حديث وهو امر ان وجد فهو حكر على المجتمع السوداني وان كافأها فإنه يأتي بالزوجة الثانية رغم انها بدأت معه من الصفر وشاركته مر الحياة وحلوها.. (الرأي العام) تجولت لمعرفة الاجابة عن سؤال لماذا يخفي الرجل السوداني زوجته داخل اسوار البيت ولا يتحدث عنها في العلن بدورها في حياته؟ مجموعة من شابات وشباب جامعة النيلين اقروا انهم لم يروا آباءهم يتحدثون عن امهاتهم الا نادرا، واتهموا الرجل السوداني بمركب النقص تجاه زوجته وهو اسير لعادات ضارة فصلت بين الرجل والمرأة ولا يزال مؤملين ان الجيل الجديد يعمل على ازالة هذه المفاهيم والعادات التي تفصل بين شراكة الرجل والمرأة في الحياة. د. الرشيد البيلي الأستاذ المشارك بجامعة النيلين قال ل(الرأي العام):هنالك اسباب عديدة بينها التنشئة الاسرية والمجتمع نفسه، فمنذ الصغر يقولون هذا الولد وتلك البنت ويميزون بينهما وتجد الناس تعيب الرجل الذي يساعد زوجته في البيت، ولا احد من الازواج يأكلون في صينية واحدة وهذه تأثيرها سلبي على الابناء. ومن العادات السيئة قبل الزواج تجد الاسرة والاصدقاء من الرجال يحذرون الرجل من سماع كلام زوجته ويطالبونه بعدم سيطرتها عليه ويقولون(اضبح الكديس).. ويضيف نجد الكثيرين يغمطون حق المرأة في الشراكة ولا أحد يتكلم عنها وعن دورها في حياته لان المجتمع الذكوري عندنا لا يعترف بحق المرأة في ابداء الرأي حتى بين الاخوة نجدهم يقولون(يا بت اسمعي كلام اخوك )وتجد الذي يؤمن بالشراكة شبه منبوذ(دا بسمع كلام مرتو)في حين ان الشراكة بين الزوج والزوجة ترمي بنتائجها الايجابية على الاسرة والابناء حتى على المستوى العلمي والحياتي الانساني. وقال د. البيلي حينما سألناه عن علاقته بزوجته وهل يتحدث عنها :نتشاور في كل الامور بل هنالك أشياء اسمع رأيها فيها خاصة ما يتعلق بأمور البيت فهي ملكة والبيت مملكتها.. واضاف: يجب على الاعلام القيام بدوره تجاه توعية الرجال تجاه زوجاتهم في بناء شراكة سوية اسوة بما كان عليه الرسول الكريم في التعامل مع زوجاته امهات المؤمنين.