قد يتفق البعض في اهمية بطاقة التأمين الصحى ، وما يمكن أن تقدمه لحاملها ، من تيسير عملية الخدمة العلاجية ، ولكن هذا الاتفاق على ما يبدو ضمني أي منصوص على ورق فقط ، ولا مجال له على ارض الواقع ، لدى حاملى بطاقة التأمين الصحى ، وتحديداً بطاقة الصندوق القومى التى تضم شرائح المعلمين ... فبرغم عذابات المرضى ، يجد التأمين الصحى طريقة أخرى لتعذيبهم ، وذلك عبر اجراءات عقيمة ، لا ترقى لمستوى الخدمة التى يدفع المواطن ثمنها من راتبه البسيط . فسيناريو المعاناة لحاملى البطاقة القومية (ولايات) يبدأ منذ الصباح الباكر ، داخل مكاتب التأمين القابعة ، فى منطقة الخرطوم وسط .. فالزحام وتكدس المرضى يقابله سوء التنظيم الذى يرسم صورة فريدة ل (الهرج والمرج) ، فبعد اخذ المواطن تذكرة لمقابلة ضابط التأمين عبر الشباك ، من اجل إجراءات مقابلة الطبيب العمومى او تحويل او ختم روشتة علاجية ، فتجده ينتظر زهاء الساعة او اكثر وعندما يأتى دوره يعلمه الموظف بأنه وقف فى الشباك الخطأ فيعيد كرة الوقوف مرة اخرى ، وحتى اذا انتهى من تلك المعاملات وقرر له مقابلة الطبيب الاختصاصي الذي يتبع للتأمين الصحى ، يمضى اكثر من يومين دون مقابلته من شدة زحام المرضى ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر اختصاصى الباطنية بمستشفى الخرطوم ، تجد المرضى يفترشون الارض طوال اليوم ، حيث لا مكان للانتظار ، مما يجعل البعض يعودون ادراجهم رغم الألم . مرضى التأمين الصحى (ولايات) يناشدون من يملك زمام القرار بإيجاد وضع افضل يحترم آدميتهم كمواطنين .