بعد زحام و (معافرة) أستطاع المواطنون المتجهون لمنطقة الثورة امدرمان ، الحصول على مركبة ، وذلك بعد أن بلغت الساعة السابعة مساء ، وهو وقت الذروة للمركبات العامة ، العاملة في ذلك الخط .. أنطلقت المركبة حتى وصلت شارع الشنقيطى ، ليعرج صاحب المركبة وبداخلها المواطنين ناحية محطة الوقود المعروفة باسم (بشائر) الواقعة في الحارة (12) .. رائحة ال (البنزين) كتمت انفاس (الركاب) ، وقبل أن يعلو صوت الاحتجاج ، طلب عامل المحطة من السائق انزال المواطنين من المركبة ، إلا أن السائق احتج على الطلب الذي اعتبره غريبا ، ولكنه لم يجد امامه مفر سوى الخضوع للطلب ، نظراً لانعدام الوقود في المحطات الاخرى .. ترجل المواطنون من المركبة ، بعد أن تذمر بعضهم من أمر إخلاء المركبة ، بحجة أن الأمر فيه مشقة لهم ، بينما ابدى البعض الآخر دهشته من سلوك العامل الذي لم يتجاوز ال (22) عاماً ، وقال أحدهم : لاول مرة يقابلنى شخص يطبق إجراءات السلامة في محطات الوقود والتى تمنع تزويد المركبات بالوقود وبداخلها (ركاب) حفاظاً على سلامتهم .. انتهى الأمر ومضت المركبة في سيرها ولسان حال البعض يلهج بالشكر للعامل الصغير ، وهو يطبق القانون في بلد تسود فيه اللامبالاة حتى وأن كان الثمن حياة البشر .. يا ترى كم عامل وقود مثل ذاك الصبى تحتاجه البلاد ؟ وهل تطبيق إجراءات الأمن والسلامة أمر تعسفي كما اعتبره السائق ؟ ام أن القوانين تظل نصوصا دون تطبيق ؟ وأن نفذت ستكون على مضض ، كما هو الحال لدى كثير من السائقين بشأن حزام الأمان الذي يوضع بدون تثبيت لتحاشى مسألة الايصالات ..