رغم مئات الأغنيات التي كتبها اسحق الحلنقي الا ان والدته الراحلة والتى مازال يبكيها دمعا وان غلبه الشعر ،لاتستمع إلا لأغنية (الطير الخداري ) بصوت علي ابراهيم اللحو . وكانت تبكي غربة اسحق التي امتدت 27 عاما عبر كلماته فى هذه الأغنية،الحلنقي مولود في حي الختمية كسلا سنة 1943م ترك الدراسة قبل ان يعود اليها مجددا فى المرحلة الابتدائية لاختياره لمدرسة تبعد عن منزلهم كثيرا ما يفرق بينه وبين والدته التى يكن لها حبا عظيما،ترك اسحق المدرسة حينا من الدهر ليبقى بجوراها. تمنى اسحق ان لايخرج من كسلا فهو قطعة منها وهى قطعة منه ،لكن (الأبيض ضميرك) الأغنية التى وجدها الطييب عبد الله فى مجلة الإذاعة والتلفزيون عام 67 كانت سببا في شهرته وخروجه من كسلا ليسكن فى حي البوستة الأمدرمانى وتبدأ صفحة جديدة من حياة اسحق المبدع ،اول نص كتبه تغنى به ابراهيم حسين وهو (رحلتو بعيد نسيتوا الريد والحنان) و(حبيت عشانك كسلا) كان يغنيها التاج مكي ولا يعرف أحد ان اسحق شاعرها ،اسحق أصبح كاتبا فى مجلة الإذاعة عام 68 في مساحة تحت عنوان ظلال وعبير. الراحل كجراي درّسه في الأولية ولم يكن يعرف انه شاعر ،فقد كان معروفا باسم محمد عثمان اسمه الأول غير كجراي اسم شهرته الأدبية ،هذا ما جعل اسحق يختبئ تحت لقب الحلنقي ويخبئ شعره زمانا كما استاذه كجراي . يقول اسحق ان الطير الخدارى كتبها فى صباه ولا يزال دمعه يخر كلما سمعها فى اذاعة او تلفاز او حفل،تذكره بوالدته الراحلة وهى تحتضن الراديو او تكاد تحتضن التلفاز عندما يغنيها اللحو ودموعها تغالبها واسحق هناك بعيد،هكذا كان يحكي له اخوانه فى البيت لما عاد.