هناك نساء جميلات ، تعرضن لحوادث ، أودت بحياتهن بشكل مأساوي شديد القسوة.. من هذه الحوادث ما هو من صنع مجرم فرد.. ومنها ما هو من صنع مؤسسة تقع تحت ظلال سلطة سياسية أو مالية.. وكل هذه الاحداث في مجملها تمثل ظاهرة اجتماعية يقف امامها المجتمع مذهولاً ، لا لبشاعتها فقط، بل لأنها تحدث لنساء مشهورات ، يتمتعن بحب جماهيري كبير من هذا المجتمع.. وذلك لان هؤلاء النساء الجميلات على درجة كبيرة من الشهرة ومن ذيوع هذا الجمال الساحر.. فالجمال والشهرة معاً هما الدافع الأساسي لهذه الجرائم.. وذلك عندما تتحول هؤلاء النساء إلى رموز وأساطير اجتماعية.. ووقتذاك تتحول هذه الاساطير وهذه الرموز إلى أدوات تستخدمها سلطات سياسية ، من ناحية.. او تصبح هد فاً لعدوانية تمثل انحرافاً اخلاقياً ، هو في ذاته تمرد اجتماعي على سلطة هذا المجتمع.. - وفي التأريخ المعاصر نجد حوادث قاسية وشديدة البشاعة.. بطلاتها جميعاً نساء جميلات.. - ومن بين هؤلاء النساء الجميلات اللائي افترسهن هذا الوحش.. ممثلة الاغراء الجميلة حتى الدهشة.. مارلين مونرو ممثلة السينما الامريكية.. التي افترسها الاحباط وكراهية الذات لأنها اهينت واحتقرت من أعلى سلطة في امريكا.. من الرئيس الامريكي جون كيندي الذي عاشت معه قصة حب رومانسية شديدة الجمال.. لقد كانت قصتها معه شديدة السرية.. إلا أنها فضحت عندما اعتلت مارلين خشبة المسرح في الاحتفال الذي اقامه الديمقراطيون بمناسبة عيد ميلاده.. فغنت مارلين كما لم تغن من قبل «Happy Birth to you فأنكشف المستور وفضحت الصحافة الامريكية هذه العلاقة السرية.. فما كان من السيد الرئيس إلا أن اختفى واضعاً حداً لهذه العلاقة.. امام الحزن والإحباط تعاطت مارلين قارورة حبوب مخدرة كاملة.. فوجدت ميتة في الصباح التالي! - أما المرأة الجميلة الثانية فهي الممثلة العربية الشهيرة الملقبة ب «السندريلا» سعاد حسني .. وقد تناقضت تفاصيل موتها ، ما بين انها انتحرت أو انها قتلت ، والأرجح انها انتحرت.. وذلك للأسباب التالية: فهي فتاة صغيرة ، لم تنل حظاً من التعليم بل هي جاهلة لحد السذاجة.. احاط بها كبار مثقفي مصر بدافع من عواطف قوية ملتهبة تجاهها.. منهم استاذها رسام الكاريكاتير صلاح جاهين الذي كتب قصة وأغاني فيلمها الشهير «خلي بالك من زوزو».. ثم القاص عبد الرحمن الخميس.. إلى جانب عدد كبير من فناني وكتاب اليسار السياسي.. وكل هؤلاء صبوا على رأسها افكاراً كبيرة.. لم تستطع ان تستوعبها كما ينبغي نسبة لجهالتها.. فهذا أدى لزعزعة شخصيتها.. و انضاف لهذا زوال جمالها بسبب الشيخوخة المبكرة.. مما أدى لزوال سحرها وشهرتها كما انها اصبحت صيداً سهلاً للمخابرات المصرية.. التي عندما عرفت ان سعاد ستكتب علاقتها بالمخابرات.. قام الوزير صفوت الشريف بقتلها كما تقول الرواية.. إلا أن الارجح هو انها انتحرت.. وكان الوحش الذي قطف سحرها هو انها لم تعد رمزاً وأسطورة فقد زال مجدها وانهدم عرش جمالها.. - هناك الامريكية شيرون تيت التي تعلق بها المتمردون الامريكيون من المراهقين الذين هم ضد الثقافة القومية.. والذين كانوا يعتبرون ان الممثلة الجملية هي هذا الرمز المعبر عن الثقافة الامريكية النموذجية.. وهكذا ذبحوها!! - وهناك الممثلتان.. راقية إبراهيم.. وليلى مراد.. وهما ولدتا في مصر لأب وأم من الطائفة اليهودية.. عملتا بالسينما.. ووصلتا إلى مكانة اسطورية.. وبعد هزيمة الجيوش العربية في الاربعينيات امام اسرائيل.. كشفت الصحافة المصرية اصول الممثلتين مما أدى لانسحابهما من الساحة الفنية.. - أما اليهودية الأخرى فهي ليليان كوهين.. كاميليا.. التي كانت رمزاً فريداً للجمال وقد نصبتها السينما العربية أعلى الاماكن الفنية.. أغرم بها ملك مصر فاروق الاول.. وعندما كشفت هذه العلاقة دبرت المخابرات سفر كاميليا إلى لندن حيث وضعت قنبلة في الطائرة التي تفجرت في صحراء العريش.. - الوحش الذي تربص بكل هؤلاء الجميلات هو الفساد السياسي والأخلاقي الذي يمثل ظاهرة ارتباط السلطة.. أو ارتباط القوة بتدمير الكائنات الرقيقة والشديدة الجمال..