في الصحافة الأوروبية والأمريكية والإسرائيلية، كتبوا الكثير عن الممثلة العالمية أليزابيث تايلور التي توفيت من ثلاثة أيام عن 79 عاماً. وكانت هناك أسباب إضافة إلى تفوُّقها التمثيلي السينمائي، وجمالها المذهل جعلت الإسرائيليين يكتبون عنها بتعاطف واضح. فقد كانت اليزابيث تايلور يهودية ولم تكن يهودية بالميلاد وإنما بالاختيار. ففي 27 مارس 1959م اعتنقت تايلور اليهودية واتخذت اسماً يهودياً هو الشيفا راشيل وكان عمرها 27 سنة. وكانت الممثلة العالمية مارلين مونرو اعتنقت اليهودية. وغير تايلور ومارلين فإن كثيرات وكثيرين من الممثلات والممثلين اعتنقوا اليهودية ومن هنا نستطيع أن نفهم سطوة اليهود ونفوذهم في السينما العالمية في معقلها الأشهر بهوليوود وفي أجهزة الإعلام في كبريات المدن الأمريكية. ومما قيل عن اليزابيث تايلور أن الناس سوف يذكرونها لروعة أدائها في الأفلام الكثيرة التي مثَّلتها، وللجوائز الرفيعة التي نالتها، وسوف يذكرونها أيضاً فقد كانت امرأة مِزواجة. وجاء عنها أنها تزوَّجت المنتج السينمائي اليهودي مايك تود، ثم توفى تود في حادث طائرة لكنها اعتنقت اليهودية بعد عام من وفاة زوجها ثم تزوَّجت يهودياً آخر هو فيشر. وكان الممثل العالمي ريتشارد بيرتون أحد أزواجها، ثم طلَّقها، ثم تزوّجها مرة ثانية. وكان من حسناتها إنشاؤها لمؤسسة اليزابيث تايلور لمحاربة الايدز. وقد كانت السينما هنا في السودان حتى سبعينيات القرن الماضي من اهتماماتنا الأساسية وكنا نرتاد دور السينما بمعدّل مرة في الأسبوع خلال العام الدراسي وأكثر من ذلك في الإجازات، وكان الفيلم الأمريكي هو الأكثر انتشاراً وجاذبية وإبهاراً، وكنا نحفظ أسماء الممثلين والممثلات عن ظهر قلب، وكنا نستمتع بأدائهم وكان في قائمة هؤلاء الممثلين والممثلات اليزابيث تايلور التي رحلت عن الدنيا قبل أيام بعد حياة حافلة بالمجد السينمائي والشُّهرة وتعدُّد الأزواج. وكنا نعرف أن كثيراً من أولئك الممثلين والممثلات يهود وبعضهم حتى من غير اليهود منحازون متعاطفون مع اليهود وإسرائيل، وكانت فرحتهم بالانتصار الإسرائيلي على الجيوش العربية في حرب الأيام الستة كبيرة وواضحة، ورغم ذلك فإن المشاهد العربي بصفة عامة ظل يتابع أفلام أولئك الممثلين والممثلات اليهود ويستمتع بها، وكأنه رأى ألا تعارض بين مشاهدة الفن الجميل وتأييد القضية الفلسطينية! لقد كان عصراً سينمائياً مدهشاً ممتلئاً بالموهوبين الكبار والموهوبات الخارقات وكانت منهن اليزابيث تايلور وكان العنوان الذي صدرنا به هذا العمود هو العنوان الذي اختارته إحدى الصحف في رثائها للممثلة الكبيرة.