في امسية جاءت تحت عنوان:(تهويمات من غناء الحقيبة) استراح رواد منتدى الخرطومجنوب الثقافي تحت ظلال دوحة قصائد وأغنيات شاعرنا الكبير محمد ود الرضي ، مستمتعين بروائعه التي ادهشت النفوس وسلبت العقول وقت ظهوره آنذاك، ومازالت محل اعجاب واحترام من عشاق فن غناء الحقيبة. الواثق عبد الرحمن قدم المحاضرة تقديما ادبيا عن فن الحقيبة لا يقل تميزا من شاعرية الأمسية ، واستعرض مكانة الحقيبة وتسلسلها التاريخي .. واتخذ (الواثق)الشاعر الشيخ محمد ود الرضي نموذجا،لفناني وشعراء اغنية الحقيبة ، وقال: (ود الرضي) موسوعة فكرية في التراث، ويتجلى ذلك في ألق قافيته وحاجيات معانيها ، ونستشف في اعماله الشعرية المختلفة كيفية استحواذه على نواصي القصيدة وامتلاكه لأدواتها ، لذلك اتخذناه نموذجا للتحدث عن عمالقة الحقيبة .. وذكر (الواثق) ان الذي ساعد ود الرضي على تزيين بنية البلاغة والفصاحة ودقة الوصف والتصوير في قصائده ،هو التحاقه المبكر بخلاوى (ام ضواً بان) وحفظ القرآن على يد الشيخ العبيد ود بدر مما ساعده على تجويد لغة الكتابة عنده .. وقال: لغة الشعر بدأت تنساب على خيال (ود الرضي) وهو ابن عشرة أعوام ، كما ان شاعرنا عاش في بيئة صوفية كانت بطقوسها وإيحاءاتها وشفافيتها وفلكلور الصوفية ونار التقابة ، مرجعية ثانية اثقلت (ودالرضي) بمزيد من الإلهام ، وقال : ايضا ما اثقل شاعريته هو بيئته الغنية بمواريث البادية في الكشكول الشعري الادبي من (مسدار ودوبيت ودلوكة وطنبور وجمال المراعي) . حيث نشأ شاعرنا في بيئة تكونت من البطاحين والشكرية فهي بيئة مليئة بالإبداع.ومابين (انا في التمني ديمة هديلي ساجع) و(السلام ياروح البدن) (ومن الاسكلا وحلا) و(ليالي الخير جادن) و(احرموني ولا تحرموني) تجول المطرب مرزوق محمود بالحضور مرددا اغنيات ود الرضي، وكانت مسكا لختام الامسية التي جمعت عددا ضخما من ألوان الطيف المجتمعي الذين شاركوا بمداخلات عديدة في الامسية اضفت عليها نوعا من الجمال والاهتمام والحماس لإحياء فن الحقيبة لكل جيل.