ليس هناك اختلاف ، في أن معظم قرى البلاد تعيش في خط الفقر ، حتى تلاشت ملامح بعضها من الوجود ، بعد أن هجرها سكانها لعدم قدرتهم على العيش تحت وطأة الفقر والتهميش ، فتكدست بهم المدن حد الانتفاخ ، وتكور في رحم هامش المدينة مجتمع، ظل يلهث وراء حقوق ضائعة (مياه كهرباء مدارس صحة) .. تلك هي الصورة لمعادلة العيش في قرى تشكو من كل شيء كحال قرية (ود تليب) بمحلية المناقل ولاية الجزيرة ، التي تشبث اهلها البالغ عددهم اكثر من (3) آلاف نسمة ، بخيار البقاء رغم عذابات الهامش .. القرية تعيش في ظلام دامس ، حيث لم تمتد اليها خطوط النور (الكهرباء) ، وينعدم فيها مورد الماء الذي يتم الحصول عليه عن طريق (الكرجاكة) أي المضخة ، بحسب حديث المواطن (عبد الرحيم المصطفي) الذي قال : في حال تعطل (الكرجاكة) يجلب المواطنون المياه من مسافة تبعد حوالى 4 كيلو مترات من القرية ، بمعنى لو ذهب الفرد منذ الصباح فأنه يعود مع ساعة الإفطار ، وأضاف : القرية لا توجد بها سوى مدرسة واحدة اساس ولا وجود لخدمات الصحة .. عبر صفحة (حضرة المسئول ) نوجه ذلك النداء لوالي ولاية الجزيرة (بروفيسور الزبير بشير طه) بالنظر في خدمات (ود تليب) ، لأن الاهتمام بالقرى يحل مشاكل التكدس في المدينة ويسهم في زيادة الانتاج الزراعي ، وبالتالى تكون المعادلة في قالبها الصحيح ، القرى مصدر الانتاج وليس المدينة .