من عروض قناة «Fox Movies» الفضائية السينمائية فيلم «أقصر الطرق إلى السعادة».. وقصة الفيلم مأخوذة من قصة قصيرة وهي من قصص الكاتب استيفن بنسن .. قام بالأدوار الرئيسية الممثلان انطوني هوبكنز وإليك بلادوين والذي قام بإخراج الفيلم أيضاً.. وقد كان النص الأصلي بعنوان «الشيطان ودانيال وفاستل».. والفيلم يسرد في خطين ، خط واقعي وخط فنتازي.. الخط الأول يصور لنا كاتباً روائياً في بداياته يرافقه صديقه الذي يكتب أيضاً.. تربط الاثنين علاقة صداقة قوية ، وهما متكاتفان ومتضامنان في هذه الرفقة ضد صعوبات الحياة.. ودانيال يواصل كتابة الروايات .. ويحلم بان يكون روائياً كبيراً.. فتأتيه «ساحرة او جنية» تريد ان تحقق احلامه نظير ان تأخذ نقاءه الروحي وسلامة النفس وصفائه الاخلاقي في مقابل النجاح الساحق والشهرة العريقة والمال الوفير.. وتتم الصفقة وينجح الروائي.. وبالمقابل يهجر حياته وسيرته الأولى ويهجر علاقاته القديمة وينسى صديقه ورفيق دربه.. ويموت الصديق بالسرطان وتهتز روح دانيال.. و يعرف أنه فقد عالمه.. فقد روحه التي تستلهم أهم ما في الحياة.. وتصبح كتاباته خلواً من الروح الانساني.. التعاطف والفهم المشترك والتضامن مع الآخرين لتذليل صعوبات الحياة.. لان الكتابة أصلاً هي مشروع لتغيير حياة الناس إلى الأحسن.. ودعم عناصر وأصول الخير والجمال والحق.. وإذ ذاك يطلب دانيال من «الساحرة» ان تأخذ هذا المجد الزائف وتعيد إليه روحه.. وتنعقد محكمة تحضرها أرواح كتاب العالم الكبار الذين يمثلون ضمير الانسانية .. يحضر الكاتب الامريكي آرنست همنجواي ويحضر وليم فولكنر و الألماني جوته والشاعر فوستر و ويليم بليك.. وديكنز وبلزاك وتولستوي.. وكل جمهرة مبدعي البشرية في عصورها السابقة.. وتدور المحاكمة التي يعترف فيها الكاتب بخطئه وخيانته لأخلاق الكتابة التي هي الالتزام بالعمل لخير الجماعة والعمل على اشاعة المثل الأخلاقية والحفاظ على النسيج الاجتماعي.. وهكذا يعود الكاتب إلى صفاء ذهنه وروحه .. ويواصل كتابة الروايات.. ورغم ان الموضوع تقليدي جداً إلا أن المعالجة الروائية والسينمائية كانت متفوقة جداً.. حيث استطاعت تجسيد موضوع على درجة عالية من التجريد وإنزاله للحياة اليومية.. وكما أشرنا فالموضوع مطروق في الأدب.. فقد جاء في رواية لجوته بعنوان «فاوست» الذي باع روحه للشيطان كما جاء في رواية صورة دوريان جراي للانجليزي اوسكار وايلد..