أصبحت قفة الملاح للأسر السودانية أمرا لمن إستطاع إليه سبيلاً ... وهؤلاء المستطيعون قلة ... والقلة ليست معياراً . ذهبت صباح الأمس إلى سوق الخضار ، بعد أن تسلمنا نصف مرتب الشهر الماضى ... وكانت المفاجأة الكبرى فى الأسعار التى لم أصدقها لخضروات مزروعة فى السودان ... ولحوم ماشية تربت فى مراعى السودان ... ولنبدأ بالخضروات ... أولاً بلغ سعر الطماطم القادمة من مزارع حلفاالجديدة عشرين جنيهاً للكيلو الواحد بالتمام والكمال ولا تنقص مليماً واحدا ... ثم كيلو البطاطس بخمسة جنيهات ... والباذنجان بأربعة جنيهات... وربطة الجرجير بجنيهين ... هل تصدقوا أن تكون ربطة الجرجير أغلى من سعر الصحيفة الغالية التكاليف ... ثم القرع ب(5 ) جنيهات ... وبلغ سعر كيلو الخيار ثمانية جنيات ... وكيلو الليمون القادم من توتى عشرة جنيهات ... وربطة الملوخية التى تساوى ربطة الجرجير جنيهان ... وكذلك ربطة الرجلة بجنيه .أما البقدونس فلا أحد يستطيع أن يشتريه ... هذا أمر بسيط .لكن نعد للأصعب وهى أسعار اللحوم ... فقد بلغ سعر كيلو اللحم الضأنى( 55) جنيهاً نعم (55) جنيهاً ... وسعر كيلو العجالى( 35 ) جنيهاً ... وسعر كيلو السجوك (45) جنيهاً ... هل هذا أمر يصدق ؟... والسوق (عاير) وضربوه سوط ... ولا توجد أجهزة رقابة للأسعار ولا غيرها ، وهل يريد المواطن من الوالى أن يقف مراقباً للأسعار أم ماذا؟ الأمر بلغ أشده ... والحالة وصلت حداً من الصعوبة أن يسكت الناس عنه ... لذلك على أجهزة الدولة أن تشكل فرقاً لمراقبة الأسعار ... وإبعاد كافة السماسرة من الأسواق ، لأنهم سبب كل هذه البلوى .أما الأدوية ... خاصة أدوية السكرى وإرتفاع ضغط الدم فالحديث عنها يطول ...أولاً فجأة قفزت أنبوبة الأنسولين الإكترابيد والمكستارد ... إلى ثلاثين جنيهاً ، صديقى جودت الصيدلانى الشهير بأم درمان قال لى ... بأن سعر الثلاثين جنيها يعتبر قديما لحداً ما وننتظر السعر الجديد ... أنه أمر مذهل ... حتى البندول الإكسترا قد إرتفع سعره .اما كافة أنواع أدوية إرتفاع الضغط فحدث ولا حرج ، وكل أنواع الأدوية المنقذة للحياة ... وحتى القاتلة للحياة تضاعف سعرها ، وإرتفاع السعر يزداد كل يوم ... ولعلم كافة المسؤولين أن صحن الفول بلغ سعره خمسة جنيهات بدون جبنة ... أما السندوتشات فى الكافتيريات فقد بلغ سعر الساندوتش ثمانية جنيهات ... فكيف يعيش الناس وسط هذا اللهب الحارق من الأسعار ؟ لم أتحدث عن الفواكه ... فهذا أمر تركه معظم أهل السودان ... إذ بلغ سعر كيلو الموز ثلاثة جنيهات ... وربع البلح البركاوى ب(60 ) جنيهاً ... والقنديلا( 80 ) جنيهاً ... والقنقليس السودانى ب(60 ) جنيهاً للربع ... ووصل الأسواق قنقليس كاميرونى وهو أقل جودة من السودانى ويبلغ سعره( 48) جنيهاً ... والسؤال ... لدينا إنتاج كافً من القنقليس فلماذا يسمح بإستيراد صنف أقل جودة منه من الكاميرون ؟ وبلغ جالون الزيت( 3 ) لتر (55) جنيهاً ... ويا للهول ... أما البهارات فقد تضاعفت أسعارها جميعاً وهى جميعاً مزروعة فى السودان ! ولا أدرى إلى أين ستصل هذه الأسعار خاصة والشهر المعظم على الأبواب ؟ والغريب فى الامر ... أن كل هذه المنتجات سودانية مائة بالمائة ... ولا علاقة لها بالدولار ، إنخفاضاً وإرتفاعاً .المطلوب من الدولة فرض رقابة صارمة على الاسعار فى كل الأسواق حتى يشعر المواطن أن هناك دولة تفرض سيطرتها على السوق ... وحتى يجد المواطن حاجته البسيطة من هذه الأسواق . والله الموفق وهو المستعان