هذا الرقم ليس لغرفة في فندق خمسة نجوم ولا لمقعد في مسرح أو إستاد ولكنها المباراة رقم (22) للملك غارزيتو على التوالي بدون هزيمة محلياً وأفريقياً بفوزه الأخير على فريق النسور بهدفين نظيفين.. والخواجة الفرنسي يواصل بهذا الرقم إنجازه التاريخي في وضع الفرقة الهلالية في المقدمة ويُؤكِّد أنّ الكرة السودانية في العشر سنوات الأخيرة تسير على مستوى الأندية بساق واحدة، وبكل الحسابات وتحكي عن ذلك الأرقام والنتائج أن الهلال هو أفضل فريق سوداني في العشر سنوات الأخيرة، بل إنه من أفضل الفرق الأفريقية حسب تصنيفات (كاف) التي سبق أن صنفته فريق القرن في السودان من خلال ترتيب الأندية الأفريقية والتي جاء على رأسها الأهلي المصري. والإحصائيات تؤكد أنه ما زال الأفضل ويتفوق على كل الفرق السودانية بمراحل بعيدة فهو الفريق الوحيد في السودان ولا أبالغ إذا قلت القارة الأفريقية الذي يصل دوري المجموعات حوالي ست مرات متتالية وهو صاحب النصيب التي يصعب الوصول إليه حالياً في الفوز ببطولة الدوري الممتاز والفارق بينه ومطارده البعيد (المريخ) خمس بطولات. ويظهر الفارق أيضاً في المواجهات التي جمعتهما في الدوري الممتاز يتفوق الهلال بخمسة عشر فوزاً مقابل أربعة انتصارات للمريخ، وحتى في المنتخبات الوطنية نجد في العشر سنوات الأخيرة ما بين ستة إلى سبعة لاعبين من الهلال هم أساس تشكيلات المنتخبات التي حققت إنجازات التأهل لنهائيات الأمم الأفريقية. كل هذه الحقائق وغيرها من الذي لم أورده تأكيد كما ذكرت على أن الكرة السودانية على مستوى الأندية تسير بساق واحدة.. كما أنّ اسم الفريق اصبح على كل لسان ومكان في القارة السمراء وثابتاً في المواقع الإلكترونية والفضائيات خاصة بعد ان تم تصنيفه ضمن أكبر فرق القارة الأفريقية وأقواها وأميزها في الملعب من خلال تواجده المتواصل في دور المجموعات ونصف النهائي. دعم هذا التميز القاري مشاركاته في بطولة الكبار بطولة الأندية أبطال الدوري، التي يعتبرها أهل الهلال بطولتهم المحبّبة ويعتبرونها جزءاً من حلمهم الكبير بالحصول على بطولة خارجية، فالهلال رغم كل هذه الإنجازات والتفوق على المستطيل الأخضر مازال يبحث عن بطولة أفريقية خارجية ورغم اقترابه من تحقيق الحلم أكثر من مرة منذ العام 1987م الذي وصل فيه نهائي البطولة والعام 1992م الذي وصل فيه أيضاً نهائي أبطال الدوري ومروراً بالفترات الأخيرة التي وصل فيها أكثر من مرة لنصف النهائي وكانت كل المؤشرات تضعه مرشحاً أبرز للفوز بها إلا أن الحلم كان يتبدد في آخر لحظة بفعل إداري غير مسؤولٍ. قد يبدو في الظاهر ومن خلال تنافس الموسم السنوي وجود ندية بين الفرق في الدوري الممتاز على الصدارة وهذا قد يكون جزءاً من الحقيقة ولكنه ليس كل الحقيقة لأن الأرقام هي التي تحسم الموقف في النهاية، فقد تنافس وتكون قريباً من التفوق وإحراز البطولات ولكنك تخفق في النهاية ويحافظ فريق مثل الهلال على تفوقه المتواصل ويتمسك بأفضليته على الجميع وهذا هو الفيصل.. وتعود الكرة لتسير من جديد بساق واحدة.