عن حفل زواجه الذي أُنشِدت فيه قصيدة (أماه لا تجزعي فالحافظ الله) وكأنه مقبل على عملية فدائية، حكى أمس نائب رئيس المجلس الوطني هجو قسم السيد في حوارية ضاحكة مع الزميلة شادية سيد أحمد بصحيفة ألوان عن حفل زيجته الأولى، وكيف تمكن من كسر حاجز الندوات التي دأب الإسلاميون على إقامتها بديلاً عن الحفلات. لتُغنى أغنيات غير مناسبة للفرح ، وتنتهي حفلة (الكيزان الدكاكينية) كلها عند الساعة العاشرة على حد قول العريس، نائب رئيس المجلس. فات زمان كان فيه الإسلاميون في السودان يشعرون بحرج بالغ من إقامة الحفلات في أعراسهم، ويكتفون في بعض الإحيان بإقامة ندوة بديلاً للحفلة الساهرة التي ينتظرها البعض بفارغ الصبر. وجاء زمان آخر تصالح فيه الإسلاميون مع حفلات العرس الساهرة خاصة تلك التي يغني فيها الفنان جمال فرفور أو الفنان حسين الصادق أو غيرهما من الفنانين المنتمين للمؤتمر الوطني. وبين مرحلة الندوة، وجلابية جمال فرفور تمرحلت حفلات الإسلاميين، حيث إزدهر سوق المنشدين في السبعينيات ، وكان المنشد زين العابدين صالح الذي جنده الأستاذ عبد المحمود الكرنكي للحركة الإسلامية وآخرون يرددون الأناشيد الجهادية والحماسية في حفلات إخوتهم (الكيزان). وفي التسعينيات ظهر الفنانون، أو بالأحرى المنشدون عبد الرحيم شنان وإسماعيل حسب الدائم وقيقم ومحمد بخيت وقرشي الطيب وآخرون كانوا يتغنون في حفلات زواج الإسلاميين (النار ولعت)، أو (النار بدارك شبت)، أو (أقسمت يا نفسي لتنزلن) وغير ذلك من الأغاني التي تمجد الفكرة والمشروع وتحث على المواجهة والجهاد. ولكن، الإنقاذ في نسختها الأخيرة أصبحت أكثر تصالحاً وإنفتاحاً في أفراحها الشحيحة، وأصبحت زيجات الإسلاميين لا تختلف كثيراً عن غيرها من الزيجات، ذات الغناء والمغنين، وربما ذات الرقص والهجيج حتى للكبار منهم، دون أن ترى أثراً لمشروع بالعين المجردة في مناسباتهم الخاصة. من الآخر، هناك خلاف كبير بين أفراح الإسلاميين على زمان مضى، وبين أفراحهم الآن، فرغم تمسك الكثيرين منهم بمبادئهم، فقد مرت تحت الجسر كما يقولون الكثير من المياه، والألحان، فصار أغلبهم يتسمرون أمام برنامج (أغاني وأغاني) وربما يتقاسمون شيئاً من الدموع على الراحل نادر خضر.