انهى كمال عبد اللطيف وزير المعادن زيارته لولاية جنوب كردفان بتوقيع مذكرة تفاهم حول تنظيم التعدين بين الوزارة وولاية جنوب كردفان بغرض التنسيق وتنظيم التعدين بشقيه الاهلي والمنظم، وبهدف احكام السيطرة، وتكامل الادوار، بجانب توقيع اتفاقية تحالف مع شركات التعدين المنظم الثلاثة بالولاية ضمن برنامج الولاية الرامي لالزام الشركات بالمساهمة في تنمية المجتمعات المحلية من باب المسؤولية الاجتماعية للشركات. وشملت الزيارة تنظيم وزارة المعادن الى ورشة عمل بأمانة الحكومة بمدينة كادوقلي ، صاحبت الاجتماع التداول حول التعدين بولاية جنوب كردفان، وأثبتت الاوراق المقدمة وجود امكانية جيولوجية ومعدنية هائلة بالولاية تميزها على غيرها من ولايات التعدين الاخرى، تجعلها في دور الغلبة والريادة اذا وجدت الاهتمام والاستغلال الامثل. ودعا كمال عبد اللطيف وزير المعادن ولاة الولايات الى عدم التعامل مع الشركات الراغبة في التعدين إلا باذن مكتوب من وزارة المعادن ، وأضاف : بدورنا لن نمنح اية شركة حق الامتياز إلا بموافقة الولاية المعنية بمربعات التعدين، وكشف عبد اللطيف خلال مخاطبته الاجتماع التداولي حول التعدين بولاية جنوب كردفان عن محاولة بعض الشخصيات السياسية الاتصال بالولايات بغرض الاستكشاف دون الرجوع للوزارة، واكد ان وزارته بصدد اتخاذ اجراءات ضدها ، وأضاف : بعضها بولاية كسلا تجاوز المركز والولاية والمحلية وذهب للإدارات الأهلية لتفادي غربال الوزارة ، واعتبرها ممارسات خاطئة وتحايل على القانون. وطالب الوزير ولاية جنوب كردفان بحصر مواقع التعدين، ووجه باعطاء الولاية اولوية خاصة لميزاتها النسبية وخصوصيتها، كما دعا بنك السودان للاسراع في فتح منافذ بالولاية حتى لا يتم تهريب انتاجها الوفير لجنوب السودان، وأشار الى الزام وزارته شركات التعدين بتقديم الخدمات للمحليات، والمساهمة في كل جوانب التنمية، ومعالجة الآثار البيئية السالبة والناجمة عن التعدين، وتوظيف ابناء المنطقة بنسبة تصل الى (90%) من القوى العاملة ، وتابع : (تصل معاقبة الشركات المقصرة حد الغاء الاتفاقية حتى اذا وصلت مرحلة الانتاج)، واكد ان مصلحة المواطن خط احمر لا يمكن تجاوزها ، مبيناً ان الوزارة سيف مسلط لا تحتاج لأحد ان يفكرها بذلك، وحذر الوزير من الممارسات الخاطئة والاستغلال العشوائي للنحاس والرصاص والحديد بولاية جنوب كردفان. من جانبه اكد مولانا احمد هارون والي جنوب كردفان استعداد ولايته التام لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها امس الاول مع وزارة المعادن، قال: لابد من استشعار المسؤولية للمساهمة في النقلة الاقتصادية بالبلاد، واضاف: ما تم اليوم في الورشة سلط الضوء على الهدف الكبير للوطن بان نضعه نصب اعيننا، ودعا هارون وزير المعادن للمشاركة في تدشين خط تلودي الجوي عقب عيد الفطر المبارك، وقال: ما يتم بالولاية دلالة واضحة على استقرارها الامني ، وأكد ان التمرد لن يعطل التنمية. واوضح د.محمد سليمان ابراهيم مدير المسح الجيولوجي بوزارة المعادن في الورقة الرئيسية بالورشة عن المعادن بولاية جنوب كردفان حجم النشاط الاستكشافي والجيوكيميائي والجيوفيزيائي والجيولوجي التفصيلي ، وحصر الامكانيات المعدنية للولاية في المعادن النفيسة (الذهب والفضة)، ومعادن الاساس (النحاس والزنك والنيكل)، بجانب (الحديد والكروم)، والفوسفات والماغنزيوم كمعادن زراعية ، والرخام والجرانيت والصخور البركانية. من جهته اوضح د. عبد الرحمن ابراهيم مدير ادارة المشروعات بوزارة المعادن اسباب الغاء تراخيص بعض شركات التعدين بالولاية، والمتمثلة في عدم الوفاء باحكام الاتفاقية والتي تتمثل في عدم البداية في الموعد المقرر ، او عدم البداية الجدية الكافية اوعدم سداد الالتزامات، خلال تقريره عن الشركات العاملة بالولاية، ليصبح عدد الشركات العاملة (3) شركات من جملة (8) شركات. وفي ورقة الولاية قدم الاستاذ الحافظ سوار وزير مالية جنوب كردفان شرحا وافيا عن وضعية الولاية وخصوصيتها والبروتوكولات الخاصة باتفاقية السلام وما تبعها من قسمة للثروة وقضايا الارض، مبيناً فرص التعدين بالولاية ، بجانب جهود الولاية في ترقية التعدين الاهلي في ظل المهددات التي تواجهها في مقدمتها عدم توافر الخدمات و تأثير التعدين على حرفتي الزراعة والرعي ، ووجود الاجهزة النظامية المختلفة الذي ادى لخلق فوضى بمناطق التعدين.
