شدد عدد من الخبراء في مجال انشاء السدود على اهمية معالجة الاوضاع الاجتماعية والبيئية للمواقع المقترحة لانشاء السدود في المقام الاول في المناطق المختلفة بالبلاد، مؤكدين ان انشاء السدود يعد من الامور المهمة خلال الفترة القادمة لتلبية حاجة البلاد من المياه والطاقة الكهربائية خاصة في ظل الحركة التي تشهدها البلاد في الجوانب الاستثمارية. وقال البروفيسور سيف الدين حمد عبدالله الخبير في وزارة الري والموارد المائية في ندوة السدود ودورها في التنمية في السودان التي نظمها جهاز الامن والمخابرات الوطني ان عدداً كبيراً من المناطق مرشحة لان تقام عليها سدود في شمال وشرق وجنوب البلاد لتلبية حاجة البلاد من الطاقات المختلفة خاصة وان هناك حركة استثمارية كبيرة نحو البلاد في القطاعات كافة، واشار الى ان قيام سدود اثيوبية على النيل الازرق سيكون في مصلحة السودان اذا لم يتم استغلالها للاغراض الزراعية وهو الامر الذي يؤثر سلباً على الاوضاع المتاحة حالياً ومستقبلاً، ونوه إلى ان اقامة اثيوبيا لمشروعاتها في جانب السدود يسهم في جعل النيل الازرق نهراً مستقراً في جريانه ويقلل نسبة الاطماء الكبيرة التي تأتي معه في اوقات عديدة. وشدد على اهمية قيام عمل إلى جانب التوعية باهمية قيام منظومة السدود المقترحة بالبلاد لما لها من اهمية كبيرة في الفترة القادمة خاصة وان التخزين الكلي الحالي على النيل الازرق لا يتعدي (2.4) مليار متر مكعب وهو قليل مقارنة مع الاحتياجات الحالية لمشروعات الرى التي تروى من النيل الازرق مثل مشروع الجزيرة والمناقل والرهد والجنيد، ونوه إلى ان الخطة طويلة المدى (2002- 2027) لاستغلال مياه النيل الازرق قدرت الاحتياجات لري مساحة (4.3) مليون فدان على النيل الازرق بحوالى (14) مليار متر مكعب اي (150%) من كميات المياه المستغلة حاليا من النهر. واكد سيف الدين ان اقامة سد كجبار يسهم في تخزين (2.5) مليار متر مكعب تبلغ امكانيات التوليد فيها نحو (300) ميقاواط، واشار ان المشروع يضمن استغلال اراضٍ زراعية واسعة بالولاية الشمالية بالاضافة الى الخدمات المنزلية والصناعية حيث يوفر طاقة رخصية لزراعة المناطق العالية، وذكر ان قيام المشروع يسهم في قيام مشروع ذي جدوى فنية واقتصادية حيث ان المناطق المغمورة من الاراضي الزراعية والسكنية ستقل بنسبة عالية كما ان التبخر المتوقع من البحيرة سينحسر بصورة ملحوظة. الى ذلك قال الخبير د. تاج السر بشير ان هناك ضوابط دولية اساسية لتنظيم انشاء السدود بالتشاور والمشاركة مع الجهات المتأثرة بانشاء السد ودراسة الخيارات المتاحة ومراجعة السدود المتاحة والاعتراف بحقوق الجهات المتضررة ومشاركتها في التعويضات واعادة التوطين. واوضح ان هناك اعتبارات فنية لانشاء السد منها عدم امتلاء السد بالطمي خلال (100) عام، وعدم البناء في مناطق النشاط الزلزالى او الانزلاقات الارضية والآثار المتوقعة على التركيبة السكانية والتحولات الاجتماعية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسلام البيئي. الى ذلك قال د. سعد الدين ابراهيم الامين العام للمجلس الاعلى للبيئة والموارد البيئية ان مخاوف التخزين في اعالى الانهار ليس له ما يبرره لأن التخزين يسهم في استقرار وانتظام حركة النهر ويسهم في تقليل الاطماء منوها ان التبخر الذي يحصل في قناة جونقلي بالجنوب يكون امطاراً لمناطق كردفان ودارفور والتي تساعد في دعم القطاع الزراعي في تلك المناطق.