فالنتاين خارج حسابات غارزيتو ورفعنا ذلك لمجلس الإدارة تصرفاته صبيانية وغياب أكثر من شهرين يجعل عقوبته قاسية أثار غياب محترف فريق الهلال النيجيري فالنتاين عن الفريق لأكثر من شهرين تساؤلات عديدة حول أسباب هذا الغياب، خاصةً وإنّ أخباراً رشحت بأن مجلس إدارة نادي الهلال قد تقدم بشكوى للإتحاد العام ضد اللاعب بسبب الغياب ... (الرأي العام) التقت بمدير الكرة بنادي الهلال الكابتن خالد بخيت في هذا الخصوص وللوقوف على ما يجري في ملف المحترفين الأجانب بالنادي فكان هذا الحوار: * كابتن خالد أبدأ معك أولاً بقضية اللاعب النيجيري فالنتاين وغيابه المتواصل.. ما هي القصة؟ في ما يخصنا كدائرة كرة لا توجد مشكلة لدى اللاعب فالنتاين مع النادي.. المشكلة الوحيدة كانت في آخر شهر مايو عندما غادر السودان إلى بلده قبل المحترفين ولم يستلم معه راتبه الشهري، وعندما جاء موعد عودته طالب بإرسال راتبه أرسلنا له حوالي ثلاثة آلاف دولار من أربعة آلاف دولار هو راتبه الشهري مع زميله اللاعب يوسف محمد.. اتصلت به بعد ذلك أكثر من مرة ولم يكن يجيب.. واستطعت بعد محاولات الحصول على تلفون آخر له وتحدثت معه فأخبرني بوجود مشاكل أسرية هي التي أخّرت حضوره للسودان منها تعرض منزله لتلف بسبب الأمطار.. لم تقنعني الأعذار فحذّرته أن غيابه بهذه الطريقة يعني أنه سيقع في أخطاء سيكون لها ما بعدها. آخر اتصال بيننا كان أمس الأول عن طريق يوسف محمد أكد من خلاله أنه سيصل يوم الثلاثاء (بعد غَدٍ). * ما صحة أن لديه بطرف الهلال استحقاقات مالية لم يستلمها، بعضها يدخل في مقدم العقد؟ فالنتاين اللاعب الوحيد الذي استلم استحقاقاته المالية كَاملةً هو وناديه ولا توجد لديه أية متأخرات علينا. * هناك آراء ترجّح أن المدرب الفرنسي غارزيتو أبدى عدم اقتناعه به من الناحية الفنية لذلك لم تتفاعلوا بالصورة المطلوبة مع غيابه.. إلى أى مدى صحة هذه الآراء؟ قضى فالنتاين ثلاثة أشهر مع غارزيتو وإذا راجعت المباريات ستجد أنه شارك في أغلب المباريات ما عدا فترة الإصابة هي الفترة الوحيدة التي تغيّب فيها. * ما هي رؤية المدرب للفترة التي تغيّب فيها فالنتاين عن الفريق؟ الغياب الطويل بالنسبة لأيِّ مدرب فنياً يبعدك من حساباته.. فهذا الغياب يتطلب أن تتدرب لتلحق ببقية اللاعبين خاصةً وإنّه تأخّر أكثر من شهرين وبالتالي فإنّ المدرب غارزيتو أبعده نهائياً من حساباته فنياً ورفعنا هذا الأمر لمجلس الإدارة ليتخذ القرار الذي يراه مناسباً، وحتى إذا وصل فالنتاين يوم الثلاثاء لدينا عقوبات جاهزة قد تصل إلى خصم ثلاثة أو أربعة أشهر من راتبه.. كما أن المنطق يقول انه يجب ألاّ يطالب باستحقاقات مالية حتى آخر الموسم. * إلى ماذا تعزي عدم الانضباط هذا خاصةً وسط اللاعبين النيجيريين هل يرتبط ذلك بالعقلية وانها مازالت هاوية وبعيدة عن الاحتراف؟ بالفعل الأمر يتعلق في أولاً واخيراً بعقلية اللاعب وفالنتاين لاعب صغير السن لم يتجاوز 23 عاماً والاحتراف تجربة جديدة ولم يلعب كثيراً مع فريق اينمبا النيجيرى، ولم يتأقلم مع التجربة في ضوابطها ولوائحها وما قام به تصرفات صبيانية لأنّه لا توجد أسبابٌ منطقيةٌ لهذا الغياب. * طالما أن هناك مشكلة في تعامله مع تجربة الاحتراف لماذا لا تقتصر العقوبات على الجانب التربوي؟ فالنتاين لاعب محترف كلّف خزينة النادي ويأخذ كل حقوقه، فهو ليس لاعبا وطنيا والذي نضطر في بعض الأحيان للتعامل معه بمنطق العاطفة خاصّةً عندما تكون بطرفه لدينا استحقاقات مالية.. ولكن محترفاً مثل فالنتاين لا يتعامل بهذه الطريقة ويمكن أن يصل معك الإتحاد الدولي (فيفا) للحصول على حقوقه المالية. * كيف تقيّم تجربة اللاعب النيجيري الاحترافية في السودان؟ تجربتنا مع اللاعب النيجيري بها فيها السلبي والإيجابي، والسلبي أكثر خاصة في جانب الحضور في المواعيد المقررة ولدينا حالياً كاميروني وسنغالي وزيمبابوي. * يبدو سادومبا أكثر المحترفين الذين مرّوا على الهلال انضباطاً ماذا تقول؟ هذا حقيقي فهو يعرف واجباته تجاه النادي ويحافظ عليها محافظة يحسد عليها وحتى إذا سافر فهو لا يسافر إلاّ في أوقات الإجازة. * لاعب بهذا المستوى من الفهم للاحتراف هل يمكن أن نعتبره نموذجاً؟ فعلاً هو نموذج للاعب المحترف.. * ظهرت رؤية جديدة في الهلال من خلال التعامل مع المحترفين الأجانب.. فهو مثلاً لم يتمسك باستمرار اللاعب الكاميروني أوتوبونج رغم أنه دفع فيه مبلغاً ضخماً فهل هو انحياز كامل لرؤية المدرب الفنية؟ السبب بسيط لأن على رأس القائمة الفنية مدرب كبير خبر أفريقيا في مناطق عديدة وصاحب إنجازات.. وفي دائرة الكرة لن نشيد بأنفسنا ولكننا لعبنا كرة قدم واعتزلنا اللعب.. لذا عندما نتحدّث عن نجاح التسجيلات لأن سببها الأول والرئيسي هي أنها من اختيار المدرب حتى أكانغا وسانيه لا نعرفهما وقد يتذكر بعض اللاعبين أكانغا من خلال تواجده مع فريق مازيمبي.. في السابق كانت التسجيلات إدارية الآن أصبحت فنية وتجد الدعم الكامل من مجلس الإدارة ودائرة الكرة.. لذا أرى أن المدرب غيّر حتى في عقلية اللاعبين وتقبلهم للتدريب ونجد أنهم في السابق كانوا لا يقبلون التدريبات لأنّها شاقّة حسب تعبيرهم.. عموماً حدثت ثقافة جديدة وأصبح هناك انضباط خارج الملعب وداخله وصار كل شئ يسير كما هو مطلوب في الأكل ونوعيته والنوم والتدريب وهكذا. * يبدو أنكم تأثرتم بالطريقة التي تتعامل بها أندية شمال أفريقيا مع المحترفين الأفارقة في استجلاب مواهب مميزة بمبالغ زهيدة؟ أضرب لك مثالاً.. فريق الترجي التونسي نال بطولة أفريقيا للأندية الأبطال ومعه ثلاثة محترفين أفارقة أحدثوا فارقاً كبيراً في الفريق وقلت لك في البداية لدينا مدرب كبير ونهجه في البداية كان اللعب بطرق مُعيّنة في المباريات وهو أدرى بحاجته للاعبين من هنا كانت الانطلاقة في اختيار يكونوا مُنفِّذين للخطط والتكتيك.. إذا توقفت معك، عندك اختيار المهاجم سانيه تجد أن لدينا أفضل مهاجمين في البلد ومع ذلك ضم المدرب مهاجماً.. الشئ الذي وجد انتقاداً من البعض ولكن كانت لديه رؤية أن خط الهجوم ينقصه اللاعب الذي يجيد التهديف بالرأس وأن يكون محطة للتخزين وهي صفات افتقدها في المهاجمين الموجودين.. وكذا الحال بالنسبة للاعب المحور أكانغا لديه صفات يحتاجها لا تتوافر في الموجودين.