بروح التنافس المحلي تدخل الفرق السودانية الثلاثة الهلال والمريخ وأهلي شندي التنافس على بطاقتي التأهل للدور نصف النهائي في بطولة الكنفدرالية الأفريقية وقد أوقعت القرعة الفرق الثلاثة في مجموعة واحدة في سابقة هي الأولى من نوعها في البطولات الأفريقية، أن تشارك ثلاثة فرق من دولة واحدة في مجموعة واحدة ، وهذا الأمر به عدد من المميزات ومثلها من السلبيات التي سأجملها في هذه المساحة لتقديم رؤية تحليلية حول هذه المجموعة ومواجهات الفرق الأربعة فبجانب الثلاثي السوداني يأتي فريق أنتر كلوب الأنغولي رابعا ليكمل تكوين المجموعة. فوائد اقتصادية في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية في السودان وتدهورها بشكل مريع بعد سياسة (التقشف) التي أطلقتها الحكومة وما ترتب عليها من تصاعد في سعر الصرف وارتفاع جنوني في سعر تذاكر الطيران .. فإن وجود الفرق السودانية الثلاثة في مجموعة واحدة ساهم بدرجة كبيرة في تقليل منصرفاتها المالية في هذه المرحلة من البطولة وهي دور المجموعات ( دور الثمانية) وتظهر هذه الفوائد الاقتصادية في أن كل فريق من الفرق الثلاثة الهلال والمريخ وأهلي شندي سيؤدي مباراة واحدة فقط خارج السودان أمام الفريق الأنغولي ، وهذه بالحسابات المالية تكلفة لا تذكر ، لأنه في حال جاء وضع المجموعة مختلفا بوجود فريق واحد من السودان مع ثلاثة فرق أفريقية قد تكون في أماكن مختلفة من القارة ما يعني أن الفريق سيؤدي أربع مباريات خارج البلد ويعني أيضا صرف مبالغ طائلة بالعملة الصعبة ، وبالتالي مع الاوضاع الاقتصادية الحالية والفقر المدقع الذي تعيشه الأندية السودانية وعلى رأسها الهلال والمريخ فإن وضع المجموعة بصورته الحالية ، أزاح عن كاهل هذه الأندية حملا ماليا ثقيلا ، وأعطاها في المقابل فرصة لتوجيه المال الموجود لديها لصالح إعداد الفرق بشكل أفضل ، وجعل التركيز منصبا في حلحلة المشاكل الخاصة بكل فريق قبل وقت كافٍ . وستجني الأندية السودانية الثلاثة فوائد اقتصادية أخرى من خلال الوجود في مجموعة واحدة تتمثل في الاموال التي ستجنيها من دخل المباريات مستفيدة من التنافس المحلي المحموم بينها في جذب اعداد كبيرة من الجماهير لهذه المباريات وظهر ذلك في الإعلان المبكر عن فئات تذاكر المباريات ، فقد حددت اللجنة المنظمة لمباريات الأندية السودانية المشاركة في بطولة كأس الإتحاد الأفريقي (الكنفدرالية) أمس الأول فئات تذاكر مباراة المريخ وإنتر كلوب الأنغولي يوم السبت القادم على النحو التالي : 10 جنيهات للمساطب الشعبية ،20 جنيها طابق شاخور ،30 جنيها شاخور فاخر ،40 جنيها وسطى ، 50 جنيها للمقصورة الجانبية ، 100 جنيه للمقصورة الرئيسية .. الجمهور وغياب عامل الأرض وجود ثلاثة فرق من دولة واحدة في مجموعة تنافس في بطولة الكنفدرالية الأفريقية له عوامل سلبية على مستوى الجمهور والأرض ، الجانب السلبي تظهره الصحافة الرياضية التي بدأت تدق منذ وقت مبكر طبول الحرب بين الفرق لتعلي بذلك من مستوى التعصب والكراهية بين جمهور هذه الفرق مستغلة الحساسيات التي تسيطر في كثير من الأحيان على ما يجري داخل الملعب .. فبجانب الصراع التاريخي بين الهلال والمريخ والذي خلف كثيرا من الظواهر السالبة في التعصب التي تؤدي للشغب و الانفلاتات في بعض الأحيان .. ظهرت في الفترة الأخيرة أنواع جديدة من أشكال الشغب والجمهور منها الحساسية الواضحة في مباريات الهلال وأهلي شندي التي ظهرت في الآونة الأخيرة بسبب صراعات إدارية داخل نادي الهلال انتقلت مع احد أطراف الصراع للفريق الشنداوي ليصبح جزءا من صراع هو ليس طرفا فيه. أيضا من الظواهر السالبة وسط فئات من الجمهور انتقال الانفلات والشغب إلى داخل الأندية وقد شهدنا في الفترة الأخيرة إساءات وشتائم من جماهير محسوبة على الناديين الكبيرين الهلال والمريخ للاعبيهم والأجهزة ولم تسلم منهم الإدارات سواء الفنية أو الإدارية .. و يزيد هذا من معدل الاحتقان ويؤثر سلبا على الفريق في الجانب الفني بأن يظل اللاعبين تحت الضغط الجماهيري ، ويؤكد ذلك تحرر اللاعبين من هذه الضغوط عندما يشاركون في مباريات خارجية فإنهم يؤدون بشكل أفضل ، وهذا الجانب هو الأخطر والأهم لأن ميزة وجود ثلاثة فرق سودانية في مجموعة واحدة تختفي عندما تظهر هذه الإشكالية الخطيرة في كيفية تفاعل الجمهور مع الفريق وهو يلعب على أرضه ، وبالتالي بدلا من أن تكون ميزة ونعمة تصبح نقمة.