مقولة (الزراعة مواقيت) التى يرددها كل المزارعين والمهتمين بالشأن الزراعى والتي أطلقها الراحل المرحوم د.مجذوب الخليفة عقب أدائه القسم وزيراً للزراعة والغابات تؤكد ببساطة ان نجاح الموسم الزراعي يكمن في الالتزام بمواقيت الزراعة ، ولكن هذا الموسم الزراعي الصيفي لم تلتزم فيه وزارة الزراعة الاتحادية بمواقيت الزراعة بدليل بسيط ان السياسات التمويلية والزراعية للموسم أعلنت متأخرة جداً ، بل بعد بدء التحضيرات للموسم من قبل المزارعين بالمشاريع الزراعية بالقطاعين المطري والمروي بتمويل ذاتي ، كما سبق البنك الزراعي باعلانه لسياساته التمويلية سياسات وزارة الزراعة الاتحادي مما يعكس عدم الانسجام والتناغم بين مؤسستين حكوميتين معنيتين بأمر الزراعة . وبعد حلول مواقيت الزراعة للمحاصيل الصيفية بالمشاريع الزراعية المروية فى الجزيرة وحلفا والسوكي والرهد وخاصة محصول الفول الذي يزرع عادة فى الخامس والعشرين من مايو من كل عام ، لم يجد المزارعون المياه لري المحصول، كما تأثر تأسيس المحصول ببعض المشاريع التى بدأت الزراعة وانقطعت المياه، ونحن كأبناء مزارعين بمشروع الجزيرة عانينا كثيراً من انعدام المياه لتأسيس المحاصيل الصيفية خاصة الفول السوداني والذرة، ولم نتمكن من زراعة حواشتنا التى تقع فى قسم المكاشفي مكتب التونسة إلا فى أواخر يوليو الماضي مع انتظام هطول الأمطار التى شجعتنا على زراعة مساحات أخرى فى (البلدات) بغرض التحوط للعطش الذى يشهد مشروع الجزيرة سنوياً فى الفترة من نهاية اغسطس الحالي ونهاية سبتمبر، وهذه المخاوف لم تتبدد لدينا رغم أيلولة الري فى مشروع الجزيرة الى ادارة مشروع الجزيرة، وأيلولة الري فى السودان الى وزارة الزراعة الاتحادية التى أصبحت (وزارة الزراعة والري) وتم توزيع وزارة الري والموارد المائية بين وزارتي الزراعة والكهرباء والسدود رغم بقاء اسم وزارة الري على لسان كل سوداني عندما يأتي الحديث عن العطش وانعدام المياه يتبادر الى أذهان الناس ان وزارة الرى قصرت رغم انه لا توجد الآن وزارة بهذا الاسم ولكنها ستظل وزارة فى ذاكرة كل سوداني يتم ذكرها فى وقت الجد والليلة الظلماء، على حد قول الشاعر . ولكن ارادة الله الغالبة ومشيئته الماضية فى الكون قيضت لأهلنا فى الجزيرة وأهلنا فى كل السودان أمطار خير وبركة انتظم هطولها بمعدلات كبيرة هذه الايام وفى مقبل الايام ايضاً باذن الله، كما تتوقع هيئة الارصاد الجوي ان يتواصل هطول الامطار بولايات القطاع المطرى، ليكون بذلك هطول الامطار (منقذا حقيقيا) للموسم الذى الذى بات يهدده الفشل، وندعو الله ونحن فى شهر الصيام والقيام ان ينجح الموسم الزراعي وينقذه من الفشل، كما ندعوه ان يجنبنا فى مشروع الجزيرة فترة العطش السنوية التى يمر بها المشروع فى شهر سبتمبر حتى ينضج ما زرع من محاصيل بالمشروع ليكون خيرها لكل أهل السودان ولأهلنا فى الجزيرة وللاقتصاد الوطنى، اللهم آمين يارب العالمين.