المريض ( مصطفى ميرغني محمود ) (27) عاما ، انتابه (إستفراغ ) حاد منذ فترة واستمرمعه لمدة خمسة أيام ، فقامت اسرته بعرضه على احد الاطباء الاختصاصيين بمستشفى تخصصي يتبع للتأمين الصحي بامدرمان، وبعد إجراء الفحوصات اخبرهم الطبيب المعالج بأن المريض يعاني من التهاب حاد في المعدة ، وقرر له بعض العلاجات (حبوب) للمعدة، إلا انه لم يتماثل للشفاء واستمر الاستفراغ بشكل متزايد، فذهبت به الاسرة الى طبيب عمومي آخر يعمل بمستشفى كبير ايضا يتبع للتأمين الصحي يقع في مدينة الثورة ، فخضع المريض لفحوصات أخرى وجاءت افادة الطبيب كسابقتها بأنها حالة إلتهاب في المعدة، وقرر له أكثر من ستة انواع من العلاجات (حبوب ) المعدة على ان يتناولها بشكل يومي، إلا ان صحة المريض (مصطفى) تدهورت الى الأسوأ, وبدأت تنتابه حالات إغماء عديدة، وسببت له حبوب المعدة مضاعفات، فعاود الطبيب المعالج بالمستشفى مرة اخرى وتم اعادة الفحص مجددا ، واخيرا توصل الطبيب الى ان المريض يعاني علة في القلب وطلب من اسرته اجراء رسم للقلب باسرع فرصة. فهرعت الاسرة بمريضها الى مركز السودان للقلب وجاءت النتيجة ان قلبه بحالة جيدة ولا يعاني اية مشكلة، ونسبة لسوء حالته وعدم توقف الاستفراغ عاد الى طبيبه بتلك المستشفى ، وبدوره الطبيب قرر له وللمرة الثانية حبوبا للمعدة, لكن المريض لم يشعر بتحسن في صحته، فتم عرضه على اختصاصي خارجي فخضع لفحص عام واتضح انه مصاب بمرض (التايفويد ) فصرف له علاج (حقن ودربات ) ، لمعالجة التايفويد وايقاف الاستفراغ، كما تم اجراء فحوصات للكلى فاتضح وجود ضمور بالكليتين وارتفاع في البولينا، وذلك بسبب الكميات الكبيرة التي تناولها من حبوب المعدة، وحسب تقرير الطبيب الخارجي ان معدة المريض سليمة ولاتعاني إلتهابات، بالتالي ارشده الى اجراء غسيل او السفر الى الخارج لزراعة كلى .التشخيص الخاطئ الذي تعرض له المريض وحجم الحبوب التي تناولها سببت له فشلا كلويا كما ظهر له من خلال الفحوصات التي اجراها بمستشفى الخرطوم، الآن المريض (مصطفى) طريح الفراش بمستشفى الخرطوم ، يتلقى علاج الغسيل الكلوي. ويبقى السؤال الذي يحتاج الى اجابة .. متى يتم وضع حد لنزيف أخطاء بعض الاطباء الناجم عن عدم المسؤولية والاهتمام والتركيز في المهنة ؟ ولا ندري مع من يتعامل المرضى, مع اطباء حقيقيين .. أم ( جرمندية طب ) ؟.. واخيرا من يضمن للمريض (مصطفى ) حقه في الحياة حتى تعود له صحته ويواصل رعايته لأسرته التي يعولها والمكونة من زوجته و طفليه الصغيرين ( بنت وولد ).