ذاكرة الخريف حبلى بكثير من المشاهد الثابتة كالتى ، تعكسها الاسواق، فهى اشبه بالمدينة العائمة (فينيسيا) البندقية، الا أن الاختلاف الذي يفرقهما هو قبح المنظر لدى الاولى ، فمياه الامطار حولتها لبرك تطفح فيها فضلات المطاعم والخضروات، ومن ثم انبعاث الروائح الطاردة للإنسان والجاذبة للذباب وأشياء اخرى ، المواطن (ابوبكر عمر) عبر عن استيائه من الاسواق بقوله : فكرة دخول السوق في الخريف تتطلب قوة تحمل فوق المعدل لمواجهة المناظر الباعثة للتقيؤ ، فأنت لا تدرى من أية جهة تشترى طعامك ، وجميع الخضر والفاكهة معروضة فوق برك (متعفنة)، تعافها الحيوانات ناهيك عن الانسان ، اما اماكن بيع اللحوم (الجزارات) لا حول لها ولا قوة يعبث بها الذباب كيف يشاء، ، الأسواق تتشابه في شتى فنون (الفوضى والعبث) فلا يوجد سوق واحد به تنظيم دقيق للمصارف وجمع النفايات ومحاربة الذباب ، حتى نجعله مضرب مثل ، فعلى مر السنوات ، لم يكن هناك مجهود يذكرعلى أرض الواقع ، فى شأن الاسواق البائسة، لان جميعها مجرد تصريحات وخططا حبيسة ادراج المسئولين الذين تعاقبوا على كرسى الولاية ، لم تشأ الاقدار اخراجها ، حتى تعاظمت المشكلة وصارت عصية، وتحولت العاصمة وأسواقها إلى مكب نفايات، ليس فى فصل الخريف وحده بل فى كل مواسم السنة .. ماذا يحدث لو انزلت كل محلية خططها إلى ارض الواقع ؟ واضحت لدينا أسواق نخجل أن نرمي الأوساخ فيها .