يقال إن تقدم ورقي الأمم والشعوب يقاس بتعليمها ونظافة شوارعها واسواقها لكن الواقع في اسواق البلاد وبيئتها يشيران بغير ذلك تماما ،حيث نجد ان اسواقها اكثر اتساخا واهمالا من قبل السلطات البلدية خاصة في موسم الخريف هذا هو واقع الاسواق عموما لكن ما نحن بصدده هو السوق الشعبي امدرمان الذي يعد احد اكبر الاسواق الشعبية بالعاصمة وبرغم قدم السوق الا ان بيئته تزداد تدهورا يوما بعد آخر بدءً بموقف مواصلات الثورات اي بالقرب من الاكاديمية الصحية وانتهاء بسوق الخضاراو الملجة كما يسميها العامة ،اذ تقابلك اكوام النفايات ومكبات النفايات المكتظة حتى التدفق ما خلق البيئة المثلى لجيوش الذباب والباعوض في ظل وجود مجاري المياه المغلقة بالنفايات ذات الروائح النتنة. (الصحافة ) تجولت في السوق الشعبي واستمعت الى معاناة المواطنين الذين استنكروا حالة التردي البيئي حيث اشتكى محمد احمد تاجر الفواكه بموقف الثورات من تعاظم اكوام الاوساخ التي تحيط به ما يدل على التدهورالبيئي الذي يهدد الوضع الصحي في المنطقة. وقال محمد للصحافة ان عمال البلدية لا يقومون بالتنظيف بصورة جيدة علما انهم يأتون مرة واحدة في اليوم وعند مطالبتنا بازالة الاوساخ بصورة تامة لا يعيروننا ادنى اهتمام، مشيرا ان السلطات المحلية في السوق تتقاضى منهم شهريا مايقارب 10جنيهات ، وقال محمد احمد انهم لا يدرون اين تذهب تلك الاموال التي يتم تحصيلها مقابل النفايات. تركت محمد احمد واتجهت خطوة بخطوة وبحذر لتلافي السقوط في المياه الآسنة وجبال المخلفات صوب احد تجار المواد التموينية بالقرب من موقف الثورة وجدت الرجل والذي طالب بحجب اسمه مشغولا بردم المنطقة المحيطة بمتجره وعندما سألته عن الوضع قال ان الوضع صعب للغاية خاصة في المنطقة المخصصة لموقف الثورات اذ تتربع البرك والاوساخ التي تشكل البيئة المثلى لجيوش الناموس والذباب واضاف بانهم قاموا بابلاغ اولي الامر بالسوق والذين لم يعيروا الامر ادنى اهتمام لذا عمد كل فرد الى ردم محله بجهده الذاتي ماضيا للقول ان هذه المياه قد اثرت كثيرا على حركة البيع والتجارة واكثر المواقع المتأثرة تلك التي تفتح في شوارع ضيقة كحال محله . عدد من سائقي الحافلات في خط الثورة ابدوا سخطهم على المحلية بالسوق مشيرين الى ان النقابة تقوم بتقاضي جنيه يوميا طول العام ولم يفتح الله عليها بتقديم أية خدمة مطالبين السلطات ذات الاختصاص بردم السوق وازالة الاوساخ بأسرع فرصة ممكنة مشيرين ان الخريف في كل عام يمر عليهم بذات المشهد الراهن وشكا سائقو الحافلات وكل العابرين بالسوق من الروائح الصادرة عن الحمامات وما يتدفق منها من مياه آسنة بسبب سؤ الاستخدام . خالد الامين صاحب احد المحلات التجارية بالمنطقة شمالي الجامع فقال انهم اعتادوا على البرك منذ اكثر من اسبوعين وذلك اثر كسر احد خطوط المياه بالقرب من الجامع وهي الآن تتدفق على مدار الساعة ولا تجد من يقوم باصلاحها برغم ابلاغهم عن الكسر الا انه لا حياة لمن تنادي ! عبدالحميد عبدالله الذي يعمل سائقا بخط ام بدة اشتكى وجود مكبات من الاوساخ بالسوق وفي ذات الوقت تفتقر المنطقة لمصرف واحد يساهم في تصريف مياه الامطار الى جانب ذلك فسلطات البلدية وضعت مكبين بصورة عشوائية وهي في حالة امتلاء دائم لا تقوم اية جهة بافراغها ،ما ادى لتدهور الوضع وتوالد البعوض وتعرض الكثيرون من السائقين لامراض التايفويد والملاريا ومنهم من لا يزال على فراش المرض .