تضاربت الأخبار حول أسباب إبعاد المدرب الفرنسي غارزيتو لقائد فريق الهلال هيثم مصطفى من مران أمس الأول ، فهناك بعض الأخبار ، أكدت أن سبب الإبعاد وراؤه اعتذار هيثم مصطفى عن آخر مران للفريق، قبل مباراته الأخيرة أمام جزيرة الفيل في كأس السودان ، وأن الخواجة لم يقبل عذر الإرهاق الذي قدمه اللاعب، لأنه كان ينوي إشراكه اساسيا في مباراة جزيرة الفيل ، وهناك أخبار أخرى أكدت أن غارزيتو وضع هيثم في التشكيلة المشاركة رغم غيابه عن التدريب ، لكنه فوجئ بغياب اللاعب وعندما استفسره عن أسباب غيابه عن المباراة ، ابلغه هيثم أنه لم يتلق إخطارا من دائرة الكرة بذلك ، الشيء الذي أغضب المدرب حسب الخبر وجعله يبعد اللاعب عن المشاركة في التدريب . بهذه الاخبار عادت أزمة المدرب غارزيتو ، والقائد هيثم مصطفى إلى السطح من جديد، وفي توقيت حرج للغاية والفريق مقبل على مباراة مهمة السبت القادم امام نده التقليدي المريخ ، ولن أعيد هنا ما تناولته كثيرا في هذه المساحة، عن الاجتهاد في استثمار مثل هذه الخلافات ، لضرب استقرار الفريق وخلق نوع من البلبلة، تلقي بظلالها بشكل أو بآخر على اللاعبين ،والتأثير على تركيزهم الذي يفترض أن يكون موجها بالكامل للمباراة ولأهميتها وليس لأي شيء آخر . الإيجابي في هذه الأخبار أن نجم الهلال المحبوب وقائده الشهير ، تقبل قرار غارزيتو بصدر رحب ، وغادر بدون أي شكل من أشكال ردود الفعل السالبة، إذا جاز التعبير ، وهذا يعني من جانب آخر أن هيثم مصطفى تعامل مع قرار المدرب باحترام ظاهر على الأقل ، حتى لو كان يرفضه بداخله ، وفضل الابتعاد عن إثارة الأزمات ولو بصورة مؤقتة تقديرا لظرف الفريق في المرحلة المقبلة ، على المستويين الافريقي والمحلي . ومع ذلك كنت اتوقع ، احتراما لأشياء كثيرة خاصة بعلاقة القائد بالفريق والكيان العريض ، أن يتم التجاوز عن التفاصيل الصغيرة ، طالما أنها لا تصيب الانضباط في مقتل ، وطالما أن هيثم وصل إلى قناعة أن المدرب هو المسؤول الاول والأخير عن كل ما يتعلق بالفريق ، والدليل التزامه بكل موجهات المدرب ، بما فيها إبعاده الأخير عن التدريب ، وقبلها مشاركته في الجزء الأخير من المباراة الدورية ، أمام فريق الرابطة كوستي ، لذا كان من الافضل السماح له المشاركة في التدريب ، حتى ولو كانت قناعة غارزيتو عدم إشراكه في مباراة القمة القادمة . هيثم ليس لاعبا عاديا ، ووضعه في الفريق ليس عاديا ايضا ، فهو قبل ان يكون قائد الفريق وصاحب التأثير والكاريزما العالية ، وبعيدا عن عاطفة الشعبية الجارفة ، والحب الكبير الذي يكنه جمهور الهلال لهذا اللاعب ، فهو صاحب أفضال لا تعد ولا تحصى على الهلال النادي والكيان ، لم ينشرها أو يحاول جلب فوائد له عن طريقها ، ولكنها معروفة وموثقة ، ومحفوظة ، ولا يستطيع إنكارها إلا مكابر .. وهي تكفي لأن يتم التعامل معه باحترام ، طالما أنه يحترم المؤسسة . وهذا لا يعني في المقابل أنه كبير على العقاب في حال تجاوز الخطوط الحمراء.