اجتاحت أمطار وسيول غزيرة ولاية الخرطوم فجر أمس، واستمرت الأمطار ل (4) ساعات مصحوبة بزوابع رعدية عقب عاصفة ترابية ، ما أدى لتهدم مئات المنازل في أحياء متفرقة بالخرطوم، فيما قطعت الهيئة القومية للكهرباء الإمداد الكهربائي عن معظم أرجاء الولاية لتفادي حوادث الصعقات الكهربائية. وقال اللواء شرطة هاشم عبد المجيد مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في تصريحات أمس، إن الأمطار والسيول ألحقت أضراراً بعدد من المنازل في أنحاء متفرقة من محليات الولاية مثل الصالحة بأم درمان وأم عشر وسوبا بالخرطوم وكترانج المحس بشرق النيل، ودعا اللواء هاشم المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر تحسباً لسقوط العديد من المنازل، ونوه إلى أهمية التبليغ الفوري لرئاسة الدفاع المدني عن وقوع أية حوادث، وأبان أن إدارته وفرت معدات للمناطق المتأثرة لتصريف وسحب المياه. من ناحيتها، أعلنت اللجنة العليا للفيضان بوزارة الموارد المائية والكهرباء، أن المناسيب عند الخرطوم وصلت مرحلة حرجة وستواصل الإرتفاع في جميع الأحباس وفقا للبيانات الواردة من المحطات الرئيسية وصور الأقمار الاصطناعية، التى تشير إلى سحب ممطرة على الهضبة الإثيوبية. من جهتهم، اعرب مواطنون فقدوا مساكنهم عن تحسرهم لعدم اهتمام السلطات بمشكلاتهم وتركهم في العراء, وقالت سيدة من الريف الجنوبي بمدينة أم درمان إن أكثر من (250) منزلاً بقرية (حلة سالم) بالقرب من منطقة الصالحة، تهدمت تماماً إثر الأمطار والسيول صبيحة أمس ، وأن أكثر من (6) أسر تسكن في غرفة واحدة، فيما لجأ البقية إلى ذويهم في المناطق الأخرى. وعقب توقف الأمطار الغزيرة التي تراوحت بين (50 100) ملم، مع كميات كبيرة من المياه القادمة إلى منطقة شرق النيل والريف الجنوبي وكرري، مباشرة قام الوالي د. عبد الرحمن الخضر يرافقه المهندس الرشيد عثمان فقيري وزير التخطيط والبنى التحتية، بجولة واسعة على مرافق تصريف المياه عند محطات التصريف الرئيسية عند النيل والمنخفضات، خاصة بعد الإرتفاع الكبير في منسوب النيل بفروعه المختلفة ، حيث وصل أمس إلى (17) متراً بزيادة (6) سم عن منسوب فيضان العام 1988م، وشملت جولة الوالي (31) محطة تصريف عند النيل، ودفعت الولاية ب (150) طلمبة ساحبة بمقاسات (4 12) بوصة تمكنت في وقت وجيز من سحب المياه من الشوارع ، وهي الوسيلة الوحيدة المتاحة في ظل ارتفاع منسوب النيل بأعلى من منسوب المصارف الطبيعية، ولذلك جرت عمليات واسعة لضخ المياه من المصارف إلى النيل مباشرة، بجانب سحب المياه من مواقف المواصلات والمناطق المنخفضة في عدد من الشوارع الرئيسية ، كما تم إرسال (100) خيمة و(150) مشمعاً للمناطق التي تأثرت بالسيول في الريف الجنوبي. ووقف الوالي ومرافقوه على التعزيزات التي دفعت بها الولاية لحماية جزيرة توتي من الفيضان ، حيث أسهم الكوبري في توصيل الدعم اللوجستي من آليات وردميات بصورة كافية. كما دفعت الولاية بعدد من الطلمبات لسحب مياه الأمطار خلف الجسر ، بعد أن أصبح منسوب المياه أعلى من الأرض. ووجه الوالي باستمرار التعزيزات للجسور الواقية لتوتي بتوفير كميات من الردميات والخرصانة، وأشاد الخضر بوقفة مواطني توتي فى الساعات الأولى من صباح أمس ، وتصديهم ببسالة للنيل بعد أن حاول اختراق الجزيرة من جهتين. وفي السياق، شهدت مناطق متفرقة من البلاد أمس، أمطاراً غزيرة تسببت في توقف حركة السير تماماً لساعات، بعدد من الطرق الولائية ، خاصة ولاية نهر النيل على طريق التحدي الشهير بمجاري السيول و(المزلقانات). واحتجزت السيول القادمين من عطلة العيد إلى الخرطوم وبالعكس في عدد منها، وصب المواطنون جام غضبهم على العمل الفني الذي تم به الطريق. وكانت السيول اعترضت مئات السيارات بمنطقة وادي (أب قيدوم) أمس، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الجنوبية لولاية نهر النيل في منطقة البكاش المشهورة ، تأخر فيه القادمون إلى الخرطوم لأكثر من ساعتين. في المقابل عملت شرطة مرور ولاية نهر النيل والدفاع المدني، على إيقاف حركة المرور وتنظيمها حتى عبر الجميع بسلام. طالع الأخيرة