مهما بحثتَ فى الموسوعات عن حالة مُشابهة لما سأقدّمه لكم فلن تعثر عليها، فما أقدّمه سابقة من السوابق، وبما انّ نشرها يصادف أيّام العيد فأرجو أنْ تقبلوا منّى هذه السابقة عيديّة صحفيّة! السائل الحيوى المشهور بالحيوان المنوى لا يمكن إعتقاله بإعتقال صاحبه... فبالتخصيب الأنبوبى بين حُيّى رجلٍ سجين وبويضة زوجته يمكن تحقيق الحمل وإنجاب مولود من صُلب الزوج السجين وترائب زوجته غير المسجونة بعد لقاء النُطفة المسجونة بالبويضة غير السجينة فى انبوبة ليخرج طفلٌ فيه ملامح الأم وملامح السجن! بالزغاريد الحماسيّة استقبلت اُسرة الأسير الفلسطينى عمّار الزبن المحكوم عليه بالسجن المؤبّد، طفلاً فى أوّل عمليّة (فدائيّة) لزراعة طفل أنابيب بالحقن المِجهرى داخل رحم أمّه... السجين عمّار الزبن نال عقوبة المؤبّد بعد قيامه بعمليّة فدائيّة لتكون عمليّة تهريب سائله المنوى إلى رحم زوجته هى عمليّته الفدائيّة الثانية! تهريب نُطفة منويّة من سجين غير مسموح له ولا لحيواناته المنويّة بالخروج من السجن بشارة جديدة للنُشَطاء الذين فقدوا فرصة الإنجاب بإعتقالهم، بشارة بزاوية مُنفرجة للمناضلين الذين أُعتقلوا فى ريعان شبابهم لسنوات تطول بأنّ فرصة الإنجاب لا تتوقّف بإعتقالهم إذ يمكنهم استمرار وظيفتهم الإنجابيّة فى الزنزانة دون أن يطالبوا بحقهم فى زيارات منفردة بزوجاتهم... يمكن للواحد منهم فقط إرسال نطفته المنويّة بالبريد السِرّى المُستعجل! أرجو أن تتسع حدقة رؤية منظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدوليّة (امنستى) لترى أوسع ممّا ترى، فترى سجينا سياسياً لا يجد فرصته فى الإنجاب إلا بتهريب حيواناته المنويّة! كُلنا يحترم حقوق الإنسان أكثر من احترامه للوائح السجون، لذلك نقدّم تهنئة خالصة لوالد الطفل الانبوبى المحكوم عليه بالمؤبّد، مثلما نهنئ الأم بوليدها وهى خارج السجون فى أراضٍ مُحتلّة... ونصيحتى للأم بألّا تذهب بطفلها لزيارة أبيه فى محبسه لو أُتيح لها ذلك، فمن المؤكّد أنّ السلطات ستعتقل الطفل وتخضعه لمحاكمةٍ عاجلة... سيُحاكمُ الطفل بتهمة الهروب من السجن وهو نطفة منويّة، وعليه أنْ يختار بين إعادته للسجن أو إعادته نطفة منويّة إلى صُلب أبيه!!